قال أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن العلماء المختصين هم الأقدر على الحوار مع الغرب وذلك حتى يكون هذا الحوار بناءا ومثمرا وبعيدا عن الارتجالية والاستعجال خاصة أن ''قضايا الدين محمولة على الحماسة والانفعال المفضيين إلى الشطط والانحياز''، وأكد التوفيق في افتتاح أشغال ندوة دولية نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وسفارة بريطانيا بالرباط، أول أمس الثلاثاء حول موضوع ''الإسلام في العالم المعاصر: الآفاق والتحديات'' (أكد) عدم وجود أي تعارض بين الاسلام والحداثة، مشيرا إلى أن التعارض والخلاف الموجود هو بين الإسلام من جهة وما بعد الحداثة من جهة أخرى خاصة فيما يتعلق ببعض القيم ومنها قيم اللامبالاة. هذا وأوضح التوفيق أن البحث حول الإسلام لا ينبغي أن يقتصر على التعرض لأفكار ''الإصلاحيين'' أو إعادة قراءة النصوص القديمة، بل ينبغي التوجه نحو ملاحظة ومعاينة الحاجات الدينية التي تعبر عنها الجماهير وكذا السياسات المعمول بها من أجل إشباع هذه الحاجيات، ودعا الوزير إلى إجراء فحص دقيق للعلاقة بين اعتقاد المسلمين الراسخ بأن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان، وبين مدى الوجود الفعلي في مستوى ما من تنظيم الحياة لمعوقات ترجع إلى شيء جوهري في الدين. من جهته، شدد ''تيم موريس'' سفير المملكة المتحدة في المغرب على وجود حاجة ملحة لفهم الإسلام في الغرب وخاصة في بريطانيا حيث يوجد أزيد من مليوني مسلم، مشيرا إلى أن الجهل هو ''العدو اللدود''، خاصة في العصر الحالي حيث يتم فيه تناقل المعلومة عبر وسائل الإعلام الحديثة آنيا وبدقة وغالبا بشكل مضلل. وأشار موريس إلى أن البحث في التاريخ المشترك بين الإسلام والغرب ليس كافيا، وإنما ينبغي أن تأتي قضايا الواقع المعاصر في مقدمة النقاشات الاجتماعية والسياسية والنقاش الديني الدولي من أجل فهم أفضل للتفكير الإسلامي. وفي ورشة حول موضوع ''تغيير أوضاع الرجل والمرأة في مجتمعات المسلمين''، اعتبر الباحثون المشاركون في الندوة، أن أوضاع المرأة في مجتمعات المسلمين عرفت خلال السنوات الأخيرة تغيرا جوهريا بفضل المكتسبات الهامة التي حققتها المرأة في كافة المجالات ودورها الفعال في تحقيق التنمية.