وجّهها الأوربيون صفعة للنواب العرب، في المؤتمر الخامس للجمعية البرلمانية المتوسطية الذي أنهى أشغاله يوم السبت 30 أكتوبر 2010 بالرباط، حين انحازوا في انتخاب برلماني صهيوني نائبا لرئيس الجمعية الجديد المصري محمد أبو العينين، ضد نائب تركي رشّح نفسه للمنصب ذاته، وهو ما اعتبرته ''إسرائيل'' إنجازا كبيرا لأنه تم في عاصمة عربية. واعتبر رئيس الكنيست الصهيوني الذي ترأس وفدا شارك في أشغال المؤتمر أن انتخاب مجلي وهبة نائبا للرئيس ''إنجاز تاريخي''. وذكرت مصادر إعلامية أن الوفد الصهيوني قام بحملة للوصول إلى المنصب، كما أنها هددت بالانسحاب من المنظمة. وعبّر رودي سال، رئيس الجمعية السابق، في ندوة صحفية عقدها مع الرئيس الجديد عقب اختتام أشغال المؤتمر، (عبّر) عن سروره لأن المؤتمر شارك فيه وفد صهيوني إلى جانب وفد فلسطيني. في حين اعتبر المصري محمد أبو العينين أن وجود ومشاركة الوفد الصهيوني في المؤتمر، هو حق منحها إياه الأوربيون، مؤكدا أن رئيس اللجنة السياسية السابق كان فلسطينيا، ونائبه صهيونيا. وأنهت الجمعية أشغالها على وقع التنديد والاحتجاج من لدن فريق العدالة والتنمية، وكذا جمعيات ومنظمات مدنية أمام مقر البرلمان. وندّد فريق العدالة والتنمية ب''المشاركة المشؤومة'' لرئيس الكنيست الصهيوني في أشغال المؤتمر، واعتبرها ''تدنيسا للمؤسسة البرلمانية الوطنية''. وأضاف، في بيان له، أن الزيارة عمقت من ''الإساءة للشعور الوطني للشعب المغربي المتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته والرافض لأي علاقة مع الكيان الصهيوني الاستيطاني الغاصب''. وقال خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، إن ''هذا أسوأ يوم في حياتي، لأني لم أتصور يوما أن يقدم المطبعون على استضافة أحد رؤوس العنصرية الصهيونية المقيتة''، مضيفا، أن ''هذا هو العار الذي ليس بعده عار''. واستنكر عبد الصمد بلكبير، قيادي يساري وعضو المؤتمر القومي-الإسلامي، السماح للوفد الصهيوني بزيارة المغرب، وأكد أن هذا يضعف المؤسسة البرلمانية، ويفقدها آخر ما تبقى لها من شعبية ومصداقية، وقال ل''التجديد'' إذا ''كانت الحكومة مضطرة في سياق علاقات وتوازنات وإكراهات دولية للقيام بخطوات تطبيعية، فما الذي يجعل المؤسسة البرلمانية تقحم هي الأخرى في مثل هذه الخطوات''. ووصف بلكبير اليوم الذي استقبل فيه الصهاينة ''باليوم المأساوي''. أما أحمد ويحمان، رئيس فدرالية الناشرين المغاربة سابقا، فوصف الحدث ب''الفضيحة الكبيرة''، في حين اعتبر النقيب عبد الرحمان بنعمرو، أن ''الاستضافة غير شرعية''، وأنها ''إهانة للشعب المغربي''، وتشجيع للكيان الصهيوني للتمادي في ''انتهاك الشرعية الدولية''. أما محمد الحمداوي، قيادي بجماعة العدل والإحسان، فوصف الحدث ب''الخيانة''، لدماء الشهداء الذين سقطوا ويسقطون بسب الجرائم اليومية للكيان الغاصب تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل. وأدت الاحتجاجات إلى إلغاء الاجتماعات التي كانت مقررة بين مسؤولين مغاربة والوفد الصهيوني، أبرزهم عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، ووزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري. كما ألغوا جميع اللقاءات الثنائية مع الوفود التي شاركت في المؤتمر من 52 بلدا عربيا وأوربيا. في حين لم يشارك الوفد السور ي احتجاجا على مشاركة الوفد الصهيوني. وكان عبد الواحد الراضي قد أكد، في افتتاح المؤتمر، أن أزمة الشرق الأوسط تعد ''السبب المباشر وغير المباشر للعديد من الحروب والتوترات والنزاعات الإقليمية''، ولا زالت كذلك، بسبب استمرار الكيان الصهيوني في نهج ''سياسة الاستيطان وهدم المنازل والتشريد ومحاصرة مدنيين عزل، والتماطل في تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ووضع كل العراقيل أمام مفاوضات السلام''.