اصطفت الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية بمراكش في وقفة احتجاجية أول أمس الثلاثاء 26 أكتوبر 2010 على الساعة السادسة والنصف مساء أمام قصر المؤتمرات بمراكش بشارع محمد السادس ضد المنتدى الاقتصادي العالمي، المعروف باسم منتدى دافوس والخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي يختتم أشغاله اليوم بمراكش. وتميزت الوقفة الاحتجاجية بحضور العديد من المواطنين والمواطنات من مختلف الشرائح الاجتماعية ومن القرى المجاورة، والذين بحت حناجرهم من ترديد شعارات ضد احتضان المدينة الحمراء لهذا المنتدى. ومن جانب آخر، من المتوقع أن يشارك رئيس الكنيست الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين في أشغال الدورة الخامسة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط المنعقدة اليوم بالرباط، وتستمر إلى غاية 30 أكتوبر الجاري. وينتظر أن يلقي رئيس الكنيست الإسرائيلي كلمة خلال المؤتمر. هذا، ومن المنتظر أن يكون فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب قد أثار موضوع التطبيع مع العدو الصهيوني من خلال مجموعة من الملتقيات والمنتديات التي احتضنها المغرب أخيرا، وذلك في إطار طلب إحاطة بالبرلمان أمس الأربعاء. إلى ذلك، رفعت الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية خلال الوقفة الاحتجاجية بمراكش ضد منتدى ''دافوس'' اللافتات ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، مطالبين بما سموه ''عولمة بديلة عن تلك التي تجمع المسؤولين الأساسيين عن الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والغذائية والبيئية بمراكش، والذين يهدفون إلى وضع برامج وخطط لنهب ثروات المنطقة لتحقيق المزيد من الأرباح على حساب شعوب المنطقة. وقال بيان الوقفة إن الحضور القوي للوبي الإسرائيلي بالمنتدى ما هو إلا دليل واضح على أن دول المنطقة قد وصلت مرحلة متقدمة في التطبيع مع الكيان الصهيوني، الشيء الذي يسمح له بالتغلغل أكثر داخل أسواق المنطقة.وأشار بيان ثان لمنظمة أطاك المغرب أن مشاركته في الوقفة جاءت لكون أغنياء العالم وساسته وبعض الجمعيات التابعة لهم يعتبرون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوق ضخمة، مشيرا أن اجتماع مراكش يأتي من أجل التباحت حول فرص جديدة للاستثمار وتحقيق المزيد من الأرباح ولو كان الثمن تفقير الشعوب واستنزاف الطبيعة. وفي الوقت الذي يستمر فيه مسلسل التطبيع في المغرب، عبر بوابته الاقتصادية والراياضية والثقافية..، أكد محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أن مقاطعة إسرائيل ''واجب على كل عربي ومسلم كسلاح هام وفعال في مواجهة العدوان والعنصرية والاحتلال''. وقال صبيح، يوم الثلاثاء 26 أكتوبر 2010 بدمشق في كلمة له خلال افتتاح أشغال المؤتمر ال58 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية العربية لمقاطعة إسرائيل، إن الجهود المبذولة في المقاطعة بدأت تؤتي ثمارها في فضح الوجه الحقيقي لإسرائيل كدولة فصل عنصري، وكذا اكتساب المزيد من المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني والمدافعين عن القضايا العربية العادلة. وحذر جميع الدول العربية من تسرب البضائع الإسرائيلية إليها عبر وسائل متعددة، مشيرا إلى أن رسالة هذا المؤتمر ''مهمة للغاية لأنها رسالة سلام لدحر العدوان الإسرائيلي في ظل ما تمر به الأمة العربية والشعب الفلسطيني من ظروف صعبة''. وسجل أن رقعة دائرة المقاطعة الدولية لإسرائيل بدأت تتسع من خلال ما تقوم به منظمات وهيئات شعبية ونقابية عبر العالم، في مطالبتها إسرائيل بالكف عن سياستها العنصرية. وأبرز أن الحكومة الإسرائيلية العنصرية لا تعمل فقط على عرقلة أي تسوية سلمية تستند إلى الشرعية الدولية، بل وتصعد من ممارساتها وانتهاكاتها العنصرية بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته وتراثه ومقدساته في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الحالية صعدت من عنصريتها بتبنيها مشروع قانون ما يسمى ''المواطنة'' ضمن سلسلة من مشاريع القوانين العنصرية واللا أخلاقية التي ما هي إلا تنفيذ للمشروع الصهيوني. ومن جهته، دعا محمد الطيب بوصلاعة المفوض العام للمكتب الرئيسي لمقاطعة إسرائيل إلى الوقوف أمام المحاولات المتكررة التي تقوم بها قوات الاحتلال للتمهيد للشركات الإسرائيلية للتغلغل في السوق العربية تحت أشكال ومسميات مختلفة مستغلة الظروف السياسية والاقتصادية لكل دولة عربية وإسلامية. وشدد على ضرورة الوقوف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني من خلال تفعيل أجهزة المقاطعة العربية ضد إسرائيل ورفع مستوى أدائها لتأخذ دورها البناء في الدفاع عن قضايا الأمة العربية العادلة.