دعا لفيف من الفاعلين السياسيين والمثقفين في العالم العربي إلى دعم الإجتهاد الديني وتعميق ممارسته، مؤكدين على ارتباط الإصلاح السياسي بتجديد الفكر الديني. وأشاروا إلى أهمية إجراء إصلاحات سياسية تحصر تداول السلطة في العالم العربي في صناديق الإقتراع. وطالبوا في ''نداء الدارالبيضاء'' بإطلاق سراح السجناء السياسيين وسجناء الرأي من مختلف السجون العربية، و''وضع حد لظاهرتي الإختطاف والتعذيب والتنكيل بالمعارضين''. وأكد الموقعون على النداء على اعتبار استقلالية السلطة القضائية ''أولوية قصوى'' و''شرطا أساسيا'' لحماية الحريات وحقوق الإنسان، وضمان قيام دولة القانون والمؤسسات. وشدد المصدر ذاته على ضرورة إطلاق حرية التعبير وتمكين وسائل الإعلام والصحافيين من الوصول إلى المعلومات ومصادر الخبر، ''بعيدا عن أجواء الرقابة والضغوط الإدارية والقضائية''. ووجه النداء مناشدة للقوى الديموقراطية في العالم للضغط على حكوماتها ''لإيقاف مساندتها للأنظمة غير الديموقراطية في العالم العربي''، وعدم اعتماد ازدواجية المعايير. وصرح رضوان المصمودي، رئيس مركز دراسة الإسلام والديموقراطية ل''التجديد'' بأن النداء سيكون بداية حملة للتوعية بمضامينه، وتعبئة الأفراد والمنظمات لتبنيه والتوقيع عليه، من أجل ''التعاون كل في بلده ومن موقعه لتحقيق مطلب الديموقراطية''. ومن جهته، عبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة أركانسا الأمريكية وناشط سوري في حقوق الإنسان، نجيب الغضبان ل''التجديد'' عن أمله في أن يتم البناء على النداء واتخاذ خطوات عملية واضحة لتفعيل مضامينه على أرض الواقع. وبعد نقاش طويل، تم الإتفاق على توجيه النداء لجميع الأطراف المعنية بقضية الديموقراطية، فكانت الوجهة هي الحكومات والتنظيمات السياسية، إلى جانب المؤسسات النقابية والهيئات المدنية ووسائل الإعلام. وجاءت فكرة النداء في إطار المؤتمر الإقليمي حول مستقبل الديموقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي يومي الجمعة والسبت الماضيين بالدارالبيضاء. ونظم المؤتمر كل من مركز دراسة الإسلام والديموقراطية في واشنطن ومركز مدى للدراسات والأبحاث الإنسانية بالعاصمة الإقتصادية، على خلفية ما كشفته معاينة الوضع العربي الراهن، وما ''يتصف به من تراجع كبير في مسار الإصلاح السياسي''.