أرجع محللون خروج مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز من منصبه كمستشار لمجلس الأمن القومي إلى أنه كان مصرًا على الانتماء في سياساته إلى مصالح الولاياتالمتحدة بدون التفات إلى معادلات أخرى تحكم سير صنع القرار الأمريكي كنفوذ لوبي السلاح أو المال أو اللوبي اليهودي الصهيوني. وقال المحللون وفقًا لصحيفة الخليج الإماراتية في عدد الاثنين الماضي: بغض النظر عما إذا كان أوباما قد اختار لحظة حاسمة تسبق الانتخابات النصفية للكونغرس في نونبر المقبل لتغيير جونز وإبدال رجل آخر به معروف بحنكته السياسية في التعاطي مع ألاعيب أروقة واشنطن السياسية، أي توم دونيلون مدير مكتب وزير الخارجية السابق وارن كريستوفر، ومدير مكتب وصديق نائب الرئيس جو بايدن في الكونغرس خلال ترؤس الأخير للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، فإن النتيجة تحمل في طياتها الكثير من المسكوت عنه. وأضاف المحللون: إذا كان الساسة في واشنطن يعرفون التفاصيل، فإن أحدًا لا يجرؤ على التحدث علنًا عن هذا التغيير، ولكن من الواضح على الأقل بالنسبة إلى العالم العربي أن هذا التغيير سيؤدي إلى تغير كبير في سياسات إدارة أوباما على مدى العامين المقبلين على الأقل تجاه ملف الصراع العربي - الإسرائيلي. وقالت الصحيفة: منذ اليوم الأول لوصول الرئيس أوباما إلى الحكم، ثم الجنرال جونز في موقع مستشار مجلس الأمن القومي، كان من الواضح أن جونز متمسك بإخلاصه للمصالح الأمريكية وليس للوبي المال والحروب وإسرائيل، وربما جعله ذلك لفترات طويلة يمضي وقتًا لا بأس به في رحلات خارجية ولقاءات مع الزعماء المعنيين بملفات أمريكية أساسية، ومفضلاً أن ينأى بنفسه بعيدًا عن ألاعيب السياسة في العاصمة. وأضافت: لقد حافظ جونز في الوقت نفسه على رضا واحترام المؤسسة العسكرية الأمريكية التي ظهر تدريجيًا عدم رضاها عن سياسات أوباما لا سيما تلك المتعلقة بسحب القوات من أفغانستان والعراق وتقليص ميزانيات الحرب. وفيما يتعلق بملف الصراع العربي الصهيوني، أردفت الصحيفة: كان جونز أقرب إلى إيمان أوباما بنظرية أغضبت اللوبي الاسرائيلي كثيرًا حين نقل أنه (أي أوباما) يؤمن بأنه لإخراج وسحب 200 ألف جندي من حروب بوش التي ورثها، لابد من إبرام تحالف كبير مع الدول الإسلامية المعتدلة كإجراء لعزل إيران والطريق الوحيد للوصول إلى هذا الهدف، لن يكون سوى بإزاحة التأثير السام للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، والذي يمنح إيران الفرصة لعمل مشكلات. وكان جونز يرى أن من مصلحة الولاياتالمتحدة القومية والحيوية أن يتم إيقاف كيان العدو الصهيوني عن الاستيطان وبناء المغتصبات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأن يتم إكراه الكيان الصهيوني على حل المشكلة الفلسطينية. واختتمت الصحيفة بقولها: البيت الأبيض دون جونز يبدو الآن أكثر ملاءمة لأوباما في المرحلة المقبلة والمطلوب من العرب أن يتوقعوا من الآن وصاعدًا تراجعًا ملموسًا في سياسات وكلام الإدارة الحالية تجاه عملية السلام وتجاه تعنت تل أبيب.