تستعد عدة جمعيات مدنية وحقوقية هذه الأيام، لتنظيم بمسيرة احتجاجية ضد تدهور الوضع الصحي بإقليم شيشاوة، حسب ما أكده ناشط جمعوي. وأضاف المصدر، أنه من المنتظر أن يشارك في المسيرة عدد من المواطنين قادمين من مناطق أخرى، لا سيما سيدي المختار ومدينة إيمنتانوت ومجاط وأداسيل. وحسب تقارير صحفية وشهادات من عين المكان لالتجديد، فقد بات المستشفى الإقليمي محمد السادس بشيشاوة عاجزا عن تقديم خدماته الصحية بشكل مقبول وكاف، إذ غالبا ما يوجه المرضى إلى المستشفى الجامعي بمدينة مراكش، مما يرهق أكثر المرضى وأسرهم. ويواجه المستشفى الإقليمي، الذي دشن سنة ,1999 مشاكل في استقرار الأطر الطبية به، كما أن عدد العمليات الجراحية انخفضت من 1046 عملية سنة ,2008 إلى 466 عملية سنة ,2009 كما تم إحالة 557 حالة ولادة إلى مراكش خلال سنة ,2009 مقابل 97 حالة خلال سنة ,2008 مما يترتب عنه تسجيل وفيات في صفوف الحوامل والرضع. وقالت مصادر حقوقية، إن الإقليم يتخبط في عدد من المشاكل الصحية؛ لا سيما مع وجود مراكز صحية في وضعيات كارثية، وانتشار عدد من الأمراض خاصة اللشمانيا بمدينة إيمنتانوت، نتيجة تواجد عدد من البرك الآسنة التي لا تتم معالجتها. يذكر أنه سجلت بالمدينة، على مدى عشر سنوات الماضية، أكثر من 3500 إصابة بهذا المرض، منهم 100 حالة خلال الثلث الأول من السنة الجارية، و230 سنة ,2009 و300 سنة .2008 وأضافت نفس المصادر أن الإقليم، الذي تقدر ساكنته بحوالي 340 ألف نسمة، يحتاج إلى التفاتة خاصة، بتعزيز المستشفى الإقليمي بالأطر والتجهيزات الطبية، إضافة إلى إحداث وحدات خاصة متنقلة وجديدة (إذ لا يتوفر الإقليم سوى على 4 وحدات)، تساهم في التخفيف من معاناة سكان المناطق المعزولة في الجبال. وحسب الإحصائيات الرسمية، التي تتوفر عليها التجديد، يوجد بالإقليم الذي يتكون من 4 دوائر وجماعتين حضريتين و33 جماعة قروية؛ مستشفى إقليمي واحد، ومركز صحي حضري واحد، ومركز صحي حضري واحد مع وحدة للولادة، و17 مركزا صحيا جماعيا، و16 مركزا صحيا جماعيا مع وحدة للولادة، و18 مستوصفا قرويا، فيما يصل عدد السكان المستفيدين من خدمات كل مؤسسة صحية أساسية؛ أكثر من 7500 مواطن. وفي السياق ذاته، يتوفر الإقليم على 259 طبيبا فقط، مقابل 1368 بمراكش، و735 بقلعة السراغنة. وتسود الأصفار فيما يخص عدد الكلي الاصطناعية والمصحات الخاصة ومصحات الضمان الاجتماعي ومراكز الفحص بالأشعة والعيادات الطبية المتخصصة. أما عيادات الطب العام، فلا تتعدى 8 عيادات، أما الصيدليات فلا تتجاوز 32 صيدلية، وعيادات طب وجراحة الأسنان تصل إلى 3 عيادات فقط، فيما ينتظر السكان مشروع بناء مستشفى محلي جديد بإمنتانوت، كما وعدت الوزارة قبل سنتين.