صدر أخيرا عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية وجمعية محاربة داء السيدا دليل الصحفي لتغطية داء السيدا، لمؤلفه عبد الوهاب الرامي، تم تقديمه (الدليل) خلال ندوة صحافية أخيرا بالدار البيضاء. ويعتبر الدليل المذكور، الأول من نوعه وطنيا وعربيا - حسب مؤلفه - خدمة للصحفي العربي من أجل تحسيسه بالضرورة الملحة لمتابعة داء السيدا، وحثه على تحسين أدائه، وذلك باقتراح منهجية عمل كفيلة بإنتاج خطاب إعلامي وظيفي، موضوعي، وفعال حول السيدا. ويعتبر عبد الوهاب الرامي، أن من أهم العوامل المساعدة على انتشار الداء؛ الصمت بكل تجلياته، ومنها أساسًا الصمت الإعلامي، مؤكدًا أن تكسير هذا الصمت إعلاميا، وبطريقة مهنية، يفرض على الصحافي مراعاة جملة من القواعد عند تغطية جانب أو آخر من الجوانب المتعددة للداء. وتطرق الدليل إلى مشكلة ندرة المصادر المتخصصة والمؤهلة لتقديم معطيات عن هذا الداء، وانعدام دورات تكوينية في هذا المجال، كما تطرق إلى المبادئ العامة التي يجب أن تؤطر عمل الصحفي المشتغل في الموضوع، بالابتعاد عن الإثارة والتهويل وتفادي التعاطي مع الداء من منطلق القدَرية. وتم تذييل الدليل بكل من اتفاقية الشراكة بين جمعية محاربة السيدا والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي تم توقيعها منذ 11 أبريل ,2007 والنداء المشترك بين رئيسي كل من الهيئتين، إذ تنص الاتفاقية على تقدير الدور الأساسي لنساء ورجال الإعلام في العمل من أجل محاربة السيدا والتوعية والتحسيس بمخاطره، وإنجاز الدراسات والأبحاث والتقارير والربورتاجات في هذا الميدان، وقد تكونت لجنة من ثلاثة أعضاء وعضوات عن كل من الجمعية والنقابة، من أجل تسطير برنامج مفصل للعمل. ونص النداء المشترك بين الهيأتين، على أن دور الصحفي في المغرب يقوم بالأساس على محورين رئيسيين، ويتمثلان في؛ التحسيس، عبر توضيح طرق الإصابة بالداء، والتوعية الاجتماعية؛ لكون الصحفي لا يخبر فقط ولا يكتفي بطرح المعلومة، بل هو كذلك فاعل اجتماعي ومن قادة الرأي في المجتمع، حسب ما جاء في نص النداء المذكور، والذي تم توقيعه أيضا بتاريخ 11 أبريل ,2007 تاريخ توقيع الاتفاقية التي يأتي الدليل الصحفي ثمرة من ثمراتها.