صدر عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، كتاب المستوعب لتاريخ الخلاف العالي ومناهجه عند المالكية للدكتور محمد العلمي، ويتناول هذا الكتاب - حسب الموقع الإلكتروني للرابطة المحمدية للعلماء - ملامح علوم النظر الفقهي والحجة في مذهب الإمام مالك، والتي يشكل الخلاف العالي عروتها الوثقى وعمودها الفقري، وذلك من ثلاث زوايا متكاملة: تَعَرُّفُ الخصائص الفاصلة للخلاف العالي عند المالكية عن نظيره عند المذاهب الأخرى، وقد توصل البحث إلى أن الخلاف العالي في المذهب المالكي على خلاف المذهبين الشافعي والحنفي أصله المقارنة والاختيار، أما الجدل والمحاججة، فلم يشتغل عليها المالكية إلا لرد شبهات المذاهب الأخرى، وتحقيق القول عليها. التأريخ للخلاف العالي وعلوم النظر في مدارس المذهب المالكي المختلفة، وقد تقرّر أن كل مدرسة تميزت بمقومات ومناهج تطورت عبر الوقت، فمالكية العراق تفردوا بالجدل الفقهي، وفيهم تطور علم الخلاف في المذهب المالكي، ومدرستا مصر والقيروان أسَّستا أساليب المقارنة مع المذاهب الأخرى، خاصة مذهب الشافعي وأبي حنيفة، أما مدرسة الأندلس والمغرب، فقد تطورت منذ نهاية القرن الرابع الهجري، وارتقت بعلوم الخلاف إلى دراسة أسباب الاختلاف وعلله، كما تعكس ذلك مؤلفات ابن رشد الحفيد وابن الفرس وابن جزي الغرناطي والرجراجي، شارح المدونة. دراسة المناهج الفقهية لكتب الخلاف العالي المالكية، وهي ثلاثة اتجاهات: أولها الاتجاه الجدلي، والمرجع فيه مالكية العراق، والمنهج الأثري، وتفرّد فيه الحافظ ابن عبد البر النمري من دون جلّ فقهاء الإسلام، إذ وَزَنَ كلّ الخلافات الفقهية بميزان الحديث، ورجّح واستدل بناء على ما صحّ لديه إسناده وتبين معناه وفقهه. أما الاتجاه الثالث، فهو اتجاه تعليل الخلاف وبيان أسبابه؛ الذي برز فيه المغاربة والأندلسيون.