أحيت الجالية المغربية بالدوحة يوم الثلاثاء31 غشت 2010 أمسية في ختام الأمسيات الثقافية والأدبية التي أحيتها الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في قطر بمناسبة شهر رمضان الفضيل وذلك في إطار فعاليات الخيمة الخضراء التي ينظمها مركز أصدقاء البيئة القطري برعاية شركة قطر للبترول. وقد حضر هذه الأمسية المغربية عبد اللطيف البخاري الوزير المفوض بسفارة المملكة المغربية بالدوحة وجمهور كبير من المغاربة وأفراد وفعاليات من جاليات عربية، كما عرفت برنامجا حافلا ومتنوعا يعرّف بحضارة وتراث المغرب وتنوعه الثقافي وتميز فنونه وإبداعاته. وفي كلمته الافتتاحية رحب الدكتور سيف علي الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة بأفراد الجالية المغربية وبكافة ضيوف الخيمة الخضراء في ليلتها الختامية، وقال إن للجالية المغربية مكانة خاصة في قطر وإنها جزء من منظومة المجتمع القطري حيث يساهم المغاربة في قطاعات ومجالات عدة في تحقيق ما تعرفه قطر من نهضة وازدهار. وأضاف الحجري أن له محبة خاصة للمغرب وأهله، وأنه يحتفظ بذكريات جميلة مع المنتخب المغربي لكرة القدم وذلك خلال منازلته لنظيره القطري في فترة السبعينيات والثمانينيات. من جهته قال عبد الحميد محرر متحدثا باسم الجالية المغربية بقطر إن الأمسية المغربية مساهمة من المغاربة المقيمين في قطر من أجل إبراز وحدة وتماسك الثقافة العربية التي اختارت هذه السنة الاحتفال بالدوحة عاصمة لها، علاوة على تمتين أواصر الأخوة والصداقة بين الشعبين القطري والمغربي. وتحدث في الأمسية الدكتور المغربي حسن يشو أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة قطر عن جانب من تاريخ وحضارة المغرب وأهم علمائه وأشهر مفكريه، مؤكدا أن المغاربة وإن كانوا مقلّين في إنتاجهم العلمي والفكري وغيرهما إلا أن إنتاجهم له وزن كبير وحضور متميز في الساحة العلمية والفكرية. وقال إيشو إن كتابات المغاربة واجتهاداتهم وإبداعاتهم تميزت بالأصالة والعطاء والإضافة النوعية، مذكّرا في هذا الصدد بالعلامة المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون الذي أبدع من بين عشرات المؤرخين في علم العمران البشري، إضافة إلى جملة من التفاسير التي قدمها فقهاء مغاربة للقرآن الكريم كتفسير ابن عطية المغربي. في حين قدم سعيد دهري مسؤول القسم الثقافي بجريدة العرب القطرية لمحات عن المشهد الثقافي بالمغرب والعوامل التي أسهمت في تشكيل الهوية الثقافية المغربية، وذكر أن تعاقب الحضارات الذي شهده المغرب عبر تاريخه من الفينيقيين والوندال والبيزنطيين والرومان والقرطاجيين، كان له الأثر الكبير في إثراء المرجعية الثقافية والتركيبة الاجتماعية للمغرب. وأضاف أن التعدد الإثني واللغوي والانفتاح الجغرافي أسهما في تأثيث الفضاء الثقافي المغربي ورفده بمظاهر التنوع والعطاء الفكري والعلمي. من جهته قدم الحسن آيت بيهي المحرر بالقسم الثقافي بجريدة العرب القطرية إضاءات حول تاريخ الموسيقى والسينما بالمغرب، والانعكاس الإيجابي للتنوع الحضاري على الفنون. وقد شهدت الأمسية الختامية عرضا لشريط وثائقي من إنتاج الصحفي محمد لشيب بعنوان أصدقاء المغرب تحدث فيه عدد من القطريين عن العلاقة الوثيقة التى تربطهم بالمغرب ذلك من واقع معايشتهم واحتكاكهم بالشعب المغربي. كما تضمنت الأمسية فواصل فنية من التراث المغربي والمدائح النبوية التي لاقت استحسان الحضور وتفاعله معها إلى جانب عرض بعض المأكولات المغربية المشهورة من المطبخ المغربى، كما تم تكريم الإعلاميين والجاليات المشاركة بما فيها الجالية المغربية. الدوحة-عبد الحكيم أحمين