أفادت مصادر من مليلية المحتلة ل التجديد بأن مغادرة القاصرين المغاربة لمركز إيواء القاصرين بالمدينة المحتلة نحو وجهة مجهولة، يتزايد في الآونة الأخيرة، بسبب تلقيهم لسوء المعاملة داخل المركز المذكور. ولا يقتصر الأمر على القاصرين فقط - حسب المصدر -، بل يشمل أيضا البالغين من العمر 18 سنة فأكثر، إذ لا يسمح لهم بالبقاء في المركز. ويؤكد ذات المصدر بأن وجهتهم الوحيدة هي الشارع والأزقة، أو الاختفاء في الشاحنات من أجل العبور إلى إسبانيا. وأضاف إن ما يحدث يعتبر صناعة للتشرد إذ أن القاصرين لا يجدون حلا غير امتهان السرقة في مختلف الأماكن العمومية، والتشرد في الشوارع والأزقة والطواف حول حاويات الأزبال، لتعمل السلطات الإسبانية على التخلص منهم عبر بوابة بني انصار. وقال أحد المشردين، الذين التقت بهم التجديد، إن حملات تمشيطية تنظم ضدنا من أجل ترحيلنا إلى بني انصار .. هم من أخرجونا بعد بلوغنا 18 سنة، ولم يسلموا لنا أية وثيقة تسمح لنا بالإقامة .. ونحن باقون هنا إلى حين تسوية وضعيتنا. عدد هؤلاء يقارب العشرة، في حين يبقى عدد القاصرين المنتشرين في مختلف الأماكن، غير قابل للحصر، خصوصا وأن عددهم يتزايد بشكل تدريجي. وأضاف المشرد، الذي ينحدر من مدينة وجدة؛ البعض منا يغادر قبل بلوغه 18 سنة بسبب سوء المعاملة، والآخر لا يجد حلا غير البقاء أملا في الظفر بوثيقة الإقامة، غير أن الواقع أثبت غير ذلك. وأوضح فاعل جمعوي، بأن المومسات المغربيات اللواتي يتمكنن من الدخول إلى مليلية، يتخلين عن أبنائهن غير الشرعيين في أماكن عمومية، و يكون مصيرهم المركز المذكور، فيما يتسلل الآخرون عبر معبر بني انصار. وينص القانون الإسباني المنظم لإقامة الأجانب في إسبانيا، على أن الشرطة الوطنية الإسبانية، في حال عرض عليها قاصر غير مقيم، وغير مرافق تقوم بالتحري حوله، من خلال البحث عن أسرته أو أحد أولياء أمره بالمغرب، إذ يسلم لها بالتنسيق بينها وبين السلطات المغربية المعنية، وذلك إذا ثبت أنه لا يتعرض لمعاملة سيئة داخل أسرته، أما إذا تبين العكس، فإنه يبقى في مليلية المحتلة تحت رعاية الحكومة المحلية في مركز الإيواء إلى أن يبلغ سن 18 وقبل أن تتجاوز مدة البحث عن أسرة القاصر 9 أشهر، تمنح له وثيقة الإقامة، وبواسطتها يتم تسجيل الأطفال البالغين أقل من 16 سنة بإحدى المدارس، والبالغين أكثر من 16 سنة بإحدى مراكز التكوين المهني..