أثر إضراب المراقبين الجويين، الذي دعت إليه خمس نقابات من الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسي، على جدولة رحلات شركة الخطوط الملكية المغربية في حركة الملاحة الجوية في فرنسا، إذ يستمر الإضراب الذي أعلن احتجاجا على مشروع دمج أوروبي من مساء الثلاثاء 20 يوليوز 2010 إلى صباح الخميس 22 يوليوز 2010. ويفترض أن يودي إضراب المراقبين الجويين بفرنسا إلى إلغاء 20 في المائة من الرحلات من مطار رواسي و50 في المائة من الرحلات من مطار أورلي بحسب الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسي. وقالت الإدارة العامة في بيان إنه من المتوقع حصول اضطراب في حركة الملاحة الجوية على كافة الأراضي الفرنسية. وأضاف البيان بسبب الإضراب طلبت الإدارة العامة للطيران المدني من شركات الطيران خفض عدد الرحلات المبرمجة ليومه الأربعاء 21 يوليوز 2010. وصرح مصدر من الخطوط الملكية المغربية ل التجديد أمس أن هذه الشركة التي تشغل أغلب رحلاتها نحو مطار أورلي (يبلغ عدد الرحلات حوالي 20 رحلة يوميا) اتخذت قرارا بتغيير مواعيد الرحلات من وإلى مطار أورلي حتى يتطابق مع الإكراهات التي يعيشها المطار المذكور، وخصوصا ما يتعلق بعدد الرحلات المسموح بها من قبل مسؤولي المطار الفرنسي، إذ تم تخفيض عدد الرحلات بنسبة 50 في المائة. وأضاف مصدر التجديد أن من التدابير التي اتخذتها الخطوط الملكية المغربية إضافة إلى ما سبق، تجميع الرحلات المتقاربة منها في الموعد الزمني، كما قررت الشركة أيضا اللجوء إلى الطائرات الكبيرة الحجم بدل الصغرى، خصوصا وأن هذا الإضراب يتزامن مع فترة ذروة الرحلات بسبب أسفار المهاجرين المغاربة والسياح الأجانب. ومعلوم أن عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة في فرنسا يبلغ 2,1 مليون نسمة، وهي منتشرة على كافة الأراضي الفرنسية. وصرح نجيب الإبراهيمي، الناطق الرسمي باسم الجمعية المغربية لربابنة الطائرات ل التجديد، أن اضطراب الرحلات الجوية لا يقتصر على فرنسا، بل إن مطار برشلونة هو الآخر يشهد ما يشبه إضرابا غير معلن عنه بسبب بعض مشاكل المراقبين الجويين. ويشار إلى أن نقابات من الإدارة العامة للطيران المدني بفرنسا دعت كافة العاملين في الإدارة العامة للطيران المدني (12 ألف موظف بينهم أربعة آلاف مراقب جوي) إلى الإضراب لإظهار معارضتهم لمشروع دمج أوروبي للرقابة الجوية. ويريد الاتحاد الأوروبي جعل المراقبة الجوية أكثر فعالية بفضل إدارة مشتركة لدول عدة بدلا من 27 نظاما مستقلا اليوم، خصوصا وأن حركة الملاحة الجوية قد تزداد بنسبة 50 في المائة في السنوات ال15 المقبلة. وتخشى النقابات من أن يتم تفكيك الإدارة العامة للطيران المدني بالرغم من تعهد الحكومة في فبراير الماضي بعدم المساس بوضع موظفي الإدارة العامة للطيران المدني وضمان استمرارية الهيئة. ويذكر أنه قبل ثلاثة أشهر سبق لشركة الخطوط الملكية المغربية، أن أعلنت عن إلغاء جميع رحلاتها الجوية من وإلى مطار باريس-أورلي، بسبب قرار السلطات الفرنسية تمديد إغلاق المجال الجوي لهذا المطار، والذي كان ناتجا استمرار سحابة الرماد البركاني.