للمرة الأولى كشفت إسرائيل، بعض تفاصيل محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، في الأردن العام 1997، وذلك في رواية قدمها المسؤول السابق في جهاز الموساد الإسرائيلي "مشكا بن دافيد"، الذي ترأس أيضا فرع الموساد في الأردن، ونشرتها يوم السبت 18يونيو الصحف الفلسطينية. وكان بن دافيد، على وشك إنهاء مهام منصبه حينما أعدت خطة اغتيال مشعل، وقال في لقاء مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) "كنت عضواً في الفريق الطبي الذي كان عليه معالجة أعضاء المجموعة في حال تسمم أحدهم بالخطأ". "كان علي الانتظار حتى أتلقى: إما رسالة بأن العملية قد نفذت أو أن يأتي إلي أحد رجالنا من اجل الحصول على المصل المضاد للسم ..مرت عدة أيام دون حصول فرصة جيدة للنيل من مشعل، وفي النهاية حينما تمكنوا منه، تم اعتقال اثنين من رجالنا" قال بن دافيد. وأضاف "في الصباح نفسه كنت في مسبح الفندق حينما ظهر فجأة شخص لم يكن ليظهر لو أن الأمور تمت طبقاً لما هو مخطط..وكان بإمكاني أن أعرف من تعابيره بأن خطأ كبيراً قد حدث..ثم أجريت اتصالاً مع المسؤولين عني في إسرائيل الذين طلبوا مني أن اطلب من الرجال الآخرين ترك مواقعهم حول عمان (العاصمة الأردنية) وجلبهم على جناح السرعة إلى السفارة الإسرائيلية". وتابع بن دافيد، الذي كان آنذاك قد عاد إلى الفندق: "كان المصل المضاد للسم معي ولكنني كنت أعلن بأن لا حاجة لي به بعد الآن .. فلم يصب أحد إلا الهدف (مشعل) وكان في حالة صعبة جداً، ولذا فقد قررت أن أتلفه كي لا يقبض علي والمصل بحوزتي، ولكن فجأة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الضابط المسؤول عني والذي طلب مني أن أنزل إلى بهو الفندق وأن أسلم المصل المضاد إلى ضابط أمن أردني كان ينتظر من أجل نقل المصل المضاد إلى المستشفى". وتابع "أدركت فوراً أن نتنياهو (رئيس الوزراء آنذاك) وداني ياتوم )رئيس الموساد آنذاك) أبرما اتفاقا مع الملك حسين (العاهل الأردني الراحل) يتم بموجبه إنقاذ حياة مشعل، الذي كان فاقدا للوعي وقريباً من الموت، وبالمقابل يفرج الأردن عن عملائنا المعتقلين". ووصف بن دافيد، المجريات آنذاك بفيلم الرعب، حيث طلب منه أن يسلم نفسه إلى الأردنيين باسم مزيف بعد عملية فاشلة، دون أن يعرف كيف سيتصرف الأردنيون معه، وقال: "في ذلك الوقت لم انظر إلى الأمور بشكل دراماتيكي كبير رغم أنها في حقيقة الأمر قد تكون كذلك ..فهمت بأنه تم إبرام اتفاق وإنهم إذا طلبوا مني ذلك فأنهم بالتأكيد كانوا يعرفون ماذا كانوا يفعلون". نزل، بن دافيد، إلى بهو الفندق حيث سلم المصل المضاد للسم، إلى ضابط الأمن الأردني، ويقول: "ما زلت اذكر تصرفاته العدوانية ولكن أيضا هو كان ينفذ الأوامر، وقد نقل المصل المضاد إلى المستشفى". نابلس- سامر خويرة - التجديد