دعا تقرير جديد لمعهد بحوث السياسات البريطاني، إلى الحوار مع الحركات الإسلامية المعتدلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معتبرا ذلك ضروريا، وعلى غرار الحوار مع جميع الفعاليات السياسية والاجتماعية الأخرى. وبينما حذر التقرير من أن الحوار قد لا يكون هو البلسم الشافي للمعضلات السياسية، التي تحدق بالمنطقة وبالسياسات الغربية بها، إلا أن التقرير الذي أعدته الباحثة بالمعهد ألكس غلنّي، يعتبر أن الحوار مع الحركات الإسلامية المعتدلة سيكون مؤشرا على مصداقية الخطاب الغربي تجاه المنطقة، كما أنه سيشكل مؤشرا قويا على عدم حتمية وجود صراع الحضارات بين الغرب والعالم الإسلامي. وأوضح التقرير، الذي ترجمه مركز الجزيرة للدراسات، والذي يحمل عنوان: بناء جسور لا جدران: التعاطي مع الإسلاميين السياسيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أوضح أنه في الوقت الذي تكثر فيه الجدران، التي تقسم الناس داخل المنطقة وتفصلهم عن شركائهم في الغرب، فإنه قد حان البدء في بناء المزيد من الجسور الجديدة التي تجمع ولا تفرق. وقد شمل التقرير، بالبحث والدراسة، أبرز التيارات الإسلامية المعتدلة في العالم العربي، بوصفها نماذج دالة ومحددة، وهي حزب العدالة والتنمية بالمغرب، وجبهة العمل الإسلامي بالأردن، إضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر. ويعالج التقرير إشكالية مركزية، هي: ما الأثر الذي سيحدثه حصول حركات الإسلام السياسي على مزيد من المشاركة السياسية والانخراط في الحكم على سياسات هذه البلدان المحلية والخارجية؟ وكيف يمكن للسياسة الغربية أن تتكيف مع ذلك؟. وأوصى التقرير، صناع السياسة الغربيين، بإعادة التفكير جذريا في استراتيجيتهم للتعاطي مع الأحزاب والحركات الاسلامية. وإرساء قنوات اتصال لحوار جاد ومستمر مع الإسلاميين. كما أوصى التقرير بأن يكون الغرب عادلا في إدانته لجميع انتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها تلك التي تمارس ضد الإسلاميين في المنطقة. والقبول بالإسلاميين كما هم بقيمهم الدينية والسياسية.