بعد توافد المئات من المشايخ وطلبة العلم ومحبي وتلاميذ الداعية الشيخ سفر الحوالي على المستشفى الذي يعالج به للاطمئنان على صحته، تواترت الاتصالات الهاتفية من جانب الأمراء السعوديين للغرض ذاته في تلاحم حميم داخل المجتمع السعودي أظهره مرض الشيخ الذي يُنظر إليه كمعارض. جاء هذا فيما أعلن الفريق الطبي المشرف على علاج الشيخ عن حدوث تحسن ملموس في حالته الصحية يبشر بقرب تماثله للشفاء في غضون أسبوع أو أسبوعين على الأكثر. وقال الدكتور عبد المحسن العواجي -الناشط السعودي الإصلاحي- في بيان تحدث عنه موقع إسلام أون لاين أول أمس: إن الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية أجرى عدة اتصالات هاتفية بالمستشفى الذي يرقد به الشيخ الحوالي، واتصل بأولاده لطمأنتهم عليه. كما عرض الأمير عبد العزيز بن فهد خلال اتصال هاتفي مع أبناء الشيخ كل ما يمكن تقديمه من مساعدات طبية، بالإضافة إلى اتصالات متوالية من الأمراء ممدوح وابنه نايف وسلمان بن عبد الله، وبندر بن فهد، وخالد بن طلال وغيرهم من أعضاء الأسرة الحاكمة للاطمئنان على صحة الحوالي. وعلق العواجي على ذلك التلاحم قائلا: مهما اختلفت وجهات نظرنا كسعوديين فإننا أسرة واحدة.. ولقد سطر أمراؤنا الكرام بمناسبة مرض الشيخ الحوالي صفحة مشرقة ليس بحقه فقط، وإنما بحق جميع المشايخ وطلبة العلم ومن يحبهم، بل وبحق المجتمع السعودي، ولن ينسى المنصفون هذه المشاعر النبيلة من القيادة التي أولت هذا الاهتمام لمن له في قلوب الناس هذه المكانة، ودعا المجتمع السعودي إلى السير قيادة وشعبا متلاحمين. وأعرب العواجي الذي تم إيقافه وسجنه في بداية التسعينيات من القرن العشرين بسبب آرائه السياسية المعارضة للسلطات عقب أحداث حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي (يناير فبراير 1991) عن شكره وتقديره للأمراء الذين سجلوا موقفا إنسانيا رائعا بسؤالهم عن الشيخ الحوالي. وحول آخر تطورات الحالة الصحية للشيخ الحوالي قال مصدر طبي في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة للموقع نفسه: الشيخ استجاب لنداء الأطباء بعد أن أوقفوا عنه المهدئات حيث فتح عينه لثوانٍ، كما استجاب للتنفس الطبيعي بعد أن تم وقف التنفس الصناعي، إلا أن الأطباء أعادوا للشيخ التنفس الصناعي والمهدئات لحين انتهاء الفترة المقررة لإبقائه في العناية المركزة. وأوضح المصدر أن الأشعة المقطعية التي أجريت للشيخ أظهرت تحسنا كبيرا في وظائف الدماغ، وزوال آثار التجمع الدموي الذي تسبب في النزيف الذي أصابه يوم الجمعة الماضي .2005/6/10 وقد نفى الدكتور حسين البار أحد المسؤولين بالمستشفى الجامعي، والمتحدث باسم الفريق الطبي وجود أي تليف في مخ الشيخ، مؤكدا أن ذلك مجرد إشاعة تناقلها البعض. وقال إن جميع الاختبارات التي أجريت للشيخ سواء بالنسبة للوظائف الحركية أو الوظائف العليا للدماغ جاءت نتائجها مطمئنة، مشيرا إلى أن العلامات الحيوية لصحة الشيخ مثل معدل ضغط الدم ودرجة الحرارة ومعدل التنفس وغيرها طبيعية. كما توقع الأطباء المشرفون على حالة الشيخ تماثله للشفاء في غضون الأسبوع الجاري، أو المقبل على الأكثر؛ نظرا لهذا التحسن الملموس في صحته. وكان المئات من المشايخ وطلبة العلم ومحبيه وتلامذته قد احتشدوا أمام مستشفى النور بمكةالمكرمة قبل نقل الشيخ الحوالي إلى المستشفى الجامعي بجدة، للاطمئنان على صحته بعد جراحة أجريت له. بينما تناقل مئات السعوديين منذ أن علموا بمرض الشيخ رسائل الجوال التي تحث على الدعاء للشيخ الحوالي، وقنت عدد من أئمة المساجد في مكةالمكرمةوجدة في صلاتي المغرب والعشاء الجمعة 2005/6/10 للدعاء له بالشفاء. ويعد الحوالي من الإصلاحيين الذين يمتازون بالوسطية في المنهج، كما يمتاز بصراحته الواضحة والجريئة في الكثير من القضايا المحلية والخارجية. كما عُرف الشيخ بمناصرته لقضايا الأمة والدفاع عنها؛ فقد أصدر العديد من البيانات والفتاوى بخصوصها، ووجه رسائله إلى بعض الحكام في العالم بمن فيهم حكام الولاياتالمتحدةالأمريكية.