شكل الخطاب الملكي لذكرى ثورة الملك والشعب في غشت 2001 ثورة حقيقية في سياسة الدولة تجاه السكن غير اللائق، والذي أصبحت محاربته من أولويات السياسة الرسمية. وبعده أصبح موضوع السكن اللائق ومحاربة غير اللائق شبه ثابت في خطابات الملك ثلاث سنوات متتالية، وطالب خطاب 20 غشت 2001 ببلورة إطار قانوني وإداري شامل للتخلص من السكن غير اللائق، والعمل على إيجاد الموارد المالية الكفيلة بتحقيقه. كما طالب خطاب 11 أكتوبر 2002 بتسريع وضع البرنامج الوطني لمحاربة السكن غير اللائق. كما دعا خطاب 30 يوليوز 2003 إلى تفعيل جميع أشكال المراقبة الصارمة والدقيقة وجميع أشكال الافتحاص العمومي، لينتهي الأمر إلى إعلان البرنامج الوطني مدن بدون صفيح وتوقيع عقودها أمام الملك في 22 يوليوز .2004 وهذا الاهتمام الملكي استدعته معطيات واقع خطير تمثل في إحصاء زهاء 900 ألف سكن غير لائق سنة ,2003 تضم قرابة 5 ملايين مواطن، ضمنها 277 ألفا في الوسط الحضري. ويهدف البرنامج، حسب مصادر رسمية، إلى إيواء قرابة 280 ألف أسرة في أفق نهاية ,2012 ويهم 83 مدينة منتشرة في 13 جهة من جهات المملكة ال,16 وتغطي مجموع المساحة المستهدفة بالبرنامج 4آلاف و750 كلم مربع تنتشر في 54 عمالة و95 جماعة محلية. وبلغ الغلاف المالي المبرمج لهذا البرنامج زهاء 4,20 مليار درهما تشكل مساهمة الدولة فيه 7,4 مليار درهم. يشكل محور القنيطرة-الدارالبيضاء-مراكش-أكادير أكبر تحد في وجه البرنامج الوطني، لأنه يحتضن قرابة 65 في المائة من دور الصفيح على المستوى الوطني. وتضم مدينة الدارالبيضاء الكبرى وحدها 36 في المائة من دور الصفيح وتؤوي قرابة 500 ألف مواطن. وحسب مراقبين فإن إعلان 65 مدينة بدون صفيح من أصل 83 مدينة مبرمجة يخفي الفشل في مواجهة محور البيضاءالرباطسلا، إذ مايزال الصفيح يقاوم برامج وزارة الإسكان. وأكد هؤلاء أن سياسة الوزارة الوصية قصدت إلى إعطاء الأولوية للمدن الصغيرة، إذ يسهل تحقيق النتائج، مقابل بطء تقدم البرنامج في المدن الكبيرة مثل الدارالبيضاء التي تواجه فيها السلطات تحديات إفراغ الساكنة. وعلى صعيد الأسر التي تم تحسين ظروف سكنها في إطار البرنامج فإن الوزارة أعلنت مؤخرا، وفي مناسبات مختلفة، أن عددها يناهز 145 ألف أسرة، وبمقارنة هذا الرقم بعدد الأسر المستهدفة بالبرنامج، والتي ناهزت 280 ألف أسرة نكتشف أن البرنامج لم يتمكن من تحسين ظروف سكن سوى قرابة 55 في المائة من الأسر التي تعاني في السكن غير اللائق!