اعتبر مؤتمر لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن التحامل على المسلمين أصبح التحدي الأساسي في مجال حقوق الإنسان في أوروبا منذ هجمات 11 شتنبر على الولاياتالمتحدة، وانتقد تجاهل كثير من الحكومات لهذه المشكلة. وقال مندوبون من عدة دول أمام المؤتمر الذي عُقد في مدينة قرطبة بجنوب أسبانيا على مدى يومين واختتم أعماله أخيرا، إن أعمال العنف التي تقوم بها أقلية صغيرة من المتشددين، والحرب التي يشنها الغرب على الإرهاب أذكت نار التحامل على المسلمين. وقال دودو دين مقرر الأممالمتحدة المعني بالتمييز وكراهية الأجانب لوكالة رويترز كل الدول الأوروبية تصدت لمعاداة السامية بأسلوب بالغ القوة. وهذا شيء إيجابي للغاية، ولكنها أهملت خلال هذا التصدي لمعاداة السامية خطورة الكراهية للإسلام. وأضاف كراهية الإسلام باتت الآن التحدي المحوري في الدول الأوروبية في مجال التمييز والعنصرية. أما عبد الجليل سعيد مستشار لجنة مسلمي بريطانيا فقال كراهية الإسلام ومعاداة السامية وجهان لعملة واحدة. من جهته قال محمد إيدين وزير الدولة التركي وأحد الذين حضروا المؤتمر لرويترز بدأ ينظر إلى الجاليات المسلمة في بعض البلدان الغربية على أنهم (عدو من الداخل) ويشكلون خطرا كامنا على قيم الحضارة الغربية. وقال الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي العالم يشهد ميلاد عنصرية جديدة في أوروبا، في إشارة إلى العنصرية ضد الإسلام، والإسلام هو الدين الثاني في كثير من دول أوروبا التي يعيش فيها أكثر من 20 مليون مسلم. وتزايدت أنباء أعمال العنف ضد المسلمين والهجمات على مساجدهم وممتلكاتهم بعد هجمات 11 من شتنبر.2001 وشهدت فرنسا خاصة، التي تضم أكبر طائفة إسلامية في أوروبا قوامها نحو ستة ملايين مسلم، تزايدًا في الهجمات على مقابر المسلمين وممتلكاتهم ومساجدهم خلال عام .2004 وأصدرت عدة دول أوروبية قوانين جديدة تفرض قيودا على إقامة الأجانب، بما فيهم المسلمون، وضوابط جديدة تتعلق بنشاط الأئمة والوعاظ تصل إلى حد استبعاد بعضهم بزعم أنهم من المتطرفين. وعقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تتخذ من فيينا مقرا، والتي تجمع بلدانا من أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة الاتحاد السوفيتي سابقا المؤتمر في مدينة قرطبة بسبب تراثها في التسامح الديني في ظل حكم المسلمين خلال الفترة الممتدة من عام 711 إلى عام 1236 ميلادية.