استأنفت يوم الجمعة 7 ماي 2010 جولة جديدة من الحوار الاجتماعي، ما هي النتائج التي أسفرت عنها؟ من السابق لأوانه الحديث عن النتائج لأن اللقاء الذي تمت الإشارة إليه لم يكن لقاء تفاوضيا في الملف المطلبي بقدر ما كان منصبا حول إعادة تقييم منهجية العمل المتوافق عليه سابقا مع الحكومة وحول جدول عمل جولة .2010 والحكومة جاءت بمشروع ورقة في الموضوع، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تجتمع اليوم الثلاثاء لمدارسة الورقة وتقديم مقترحات النقابات قبل عرضها من أجل الاعتماد النهائي على اللقاء الذي سيجمع الحكومة مع النقابات واتحاد مقاولات المغرب يوم الجمعة القادم من أجل الاعتماد النهائي . بطبيعة الحال كان اللقاء مناسبة لنا لتحميل الحكومة المسؤولية فيما آل إليه الحوار الاجتماعي على ثلاث مستويات: المستوى الأول الخروج عن المنهجية المتوافق عليها، وخاصة ما يتعلق بتتويج كل جولة بتصريح مشترك يحصر نقاط التقدم ونقاط الخلاف، فقد عادت الحكومة إلى أسلوبها الذي لجأت إليه خلال جولة أبريل 2008 بالانفراد بالتصريح بما سمته نتائج للحوار الاجتماعي، مما قاد الساحة الاجتماعية إلى التوتر والتوظيف الدعائي لتلك النتائج ونسبة بعض النتائج لجولات الحوار الاجتماعي في القطاع الخاص، والأمر أن لجنة القطاع الخاص لم تنعقد خلال السنة الماضية. المستوى الثاني: الحصيلة الضعيفة على مستوى إنجاز نقط جدول الأعمال والعمل على ربح الوقت، الشيء الذي سيؤدي عمليا إلى إفراغ الاتفاق مع النقابات على جدول الأعمال من محتواه وترحيل أغلب نقاطه إلى الجولات المقبلة. المستوى الثالث: وهو مرتبط بعنصر الزمن، وهو عدم تفعيل ما تم الاتفاق عليه بشأن بعض النقط التي حصل فيها بعض التقدم من قبيل التعويض عن العمل بالمناطق النائية والمناطق الصعبة، إذ تم الاتفاق على تكوين لجنة مشتركة لتحديد المعايير، لكن غياب الانسجام الحكومي وإطلاق الوعود يمينا وشمالا أدى إلى إرباك الحكومة في هذا الموضوع وعطل مفعول هذا الاتفاق . خلال جلسة الحوار الاجتماعي السابقة انسحبت الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بينما واصلت المركزيات النقابية وأنتم معها الجلوس إلى مائدة الحوار، كيف تفسرون ذلك؟ نحن نحترم موقف الإخوة في الكنفدرالية ، ولكن نحن في الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب لا نرى تعارضا بين مواصلة الحوار واتخاذ كافة المواقف النضالية بما فيها الإضراب أو تفعيل قرار المسيرة الوطنية التي سبق الإعلان عنها من قبل التنسيق، أو غيرها من المواقف بما في ذلك الانسحاب الاحتجاجي من الحوار، لكننا نعتبر الحوار والاستماع فضيلة، وتنبغي الإشارة إلى أنه بالرغم من عدم رضانا على إيقاع الحوار وبفضل إصرارنا في الحوار على المطالب المشروعة للشغيلة والمزاوجة بين الحوار والنضال على الساحة، سواء على المستوى المركزي أو القطاعي، تمكنا من اتنزاع عدة مكتسبات من قبيل حذف السلاليم من 1 إلى 4 والتعويض عن العمل في المناطق النائية والصعبة والزيادة في الحصيص الخاص بالترقية وإحداث صندوق للتعويض عن فقدان الشغل تسهم فيه الدولة .. إلى غير ذلك من المكتسبات الملموسة التي وإن كانت لا تحقق طموح كافة فئات الشغيلة؛، إلا أن بعض مكونات الشغيلة قد استفادت وستستفيد منها، ونحن كما هو معلوم في العمل النقابي نسير وفق منهج: خذ وطالب. قبل شهر نظمتم المؤتمر الوطني الخامس للاتحاد، وهذه الأيام تواصلون إعادة هيكلة الاتحاد جهويا وقطاعيا، وغذا ينعقد المؤتمر الوطني للجامعة، ما هي الترتيبات التي أعدت لإنجاح هذه الاستحقاقات؟ فعلا وكما تلاحظون فخلال السنة الماضية وهذه السنة نعيش على إيقاع استحقاقات متلاحقة بدأناها بالاستحقاقات الانتخابية الطويلة والمتواصلة، ثم واصلناها بالاستحقاقات التنظيمية الداخلية في وقت وجيز، فضلا عن الاستحقاقات النضالية اليومية. وجوابا عن سؤالكم نقول إن المكتب المنتخب بمجرد انتخابه وانعقاده عكف على إعداد البرنامج الزمني للهيكلة المجالية والقطاعية والعدة القانونية والمسطرية اللازمة لذلك. بطبيعة الحال هذه الفترة من السنة تتزامن مع انشغالات مهنية لكثير من المناضلين من قيبل الامتحانات، ثم مع اقتراب العطلة الصيفية المضغوطة هذه السنة بظروف شهر رمضان الخاصة. أما فيما يتعلق بمؤتمر الجامعة الوطنية لموظفي التعليم فهو يأتي في الأهمية بعد المؤتمر الوطني للاتحاد، نظرا لما للجامعة من مكانة في الاتحاد، وأن جزءا كبيرا من أطر الاتحاد هم من قطاع التعليم. ولذلك يتحمل اليوم مناضلو الجامعة ومؤتمروها مسؤولية تاريخية في إنجاح المؤتمر من خلال تجسيد القيم الأساسية التي نجتمع عليها، وتجسدت والحمد لله بشهادة الجميع في المؤتمر الأخير للاتحاد قيم الشفافية والوفاء للمنهج والوفاء للديمقراطية والتداول الحر والجريء والحوار الأخوي الصريح البعيد عن المجاملات أو الاصطفافات والولاءات التي مبعثها الحرص على بعض المنافع أو الامتيازات أو المواقع. وكلنا أمل في وعي ونضج مناضلي ومؤتمري الجامعة لأنهم أهل لذلك وقادرون عليه.