استهجنت حركة المقاومة الإسلامية حماس تأييد لجنة المتابعة العربية العودةَ إلى المفاوضات بين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس والاحتلال الصهيوني، رغم عدم احترام الاحتلال للموقف العربي، ورفضه الالتزام بما ورد في بيان لجنة المتابعة الصادر في مارس الماضي، واستمراره في مشاريعه الاستيطانية، وتهويده للقدس، واعتدائه المتكرر على المسجد الأقصى، وضمِّه للحرم الإبراهيمي لقائمة التراث اليهودي، وانتهاجه سياسة ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية، واستمراره في محاصرة في قطاع غزة. وقالت الحركة في بيان لها أمس، إنَّ تأييد لجنة المتابعة العربية ودعمها لاستئناف المفاوضات مجدَّدًا حتى بعد استمرار الاحتلال وتمسكه بسياساته الاستيطانية والتهويدية يعدُّ رضوخًا لسياسة فرض الأمر الواقع التي يمارسها الاحتلال، ومظلةً جديدةً لارتكابه المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني. وأضافت: إن العودة للمفاوضات، والرهان على ضمانات وهمية من الإدارة الأمريكية؛ أمرٌ لا جدوى منه، بعد أن ثبت فشل النهج التفاوضي، وانحياز واشنطن المطلق للاحتلال على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. من جهته، اعتبر القيادي في حركة حماس أن استمرار الغطاء العربي للمفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني يعكس حالة الضعف واليأس العربي وسلطة رام الله أمام الصلف والتعنت الصهيوني واستجابة واضحة للمطلب الصهيوني والضغط الأمريكي. وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة، تعقيباً على نتائج اجتماع لجنة المبادرة العربية في القاهرة في تصريح خاص للموقع التابع لحماس، أول أمس: إن الضمانات الأمريكية وهم وخدعة جديدة، معتبراً أن إعطاء أي فرصة لأي جانب أو أي طرف للعودة للمفاوضات هو هدية ومكافأة على نية حكومة الاحتلال. وأضاف برهوم: أي استمرار للمفاوضات، مهما كان شكلها، يعتبر غطاء علني للتهويد وللاستيطان واستمرار العدوان، وعبث بمستقبل الشعب الفلسطيني وقضاياه الرئيسية وسيساهم في تعطيل الملاحقات القانونية والدولية لقيادات العدو الصهيوني على جرائمهم وانتهاكاتهم وطرد الفلسطينيين من أرضهم. وكانت لجنة المبادرة العربية قد أعلنت تمسكها بالبيان الذي أصدرته في شهر مارس الماضي والمتعلق باستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الإجرامي، وسط أنباء عن تطمينات أمريكية للجانب الفلسطيني لم يكشف عنها، زاعمة أنها وجدت مؤشرات إيجابية من قبل الوسيط الأمريكي وستعطيه فرصة لأنها تثق بجديته لإنهاء وتسوية هذا الملف، على حد قولها. وقال رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن قرار استئناف المفاوضات يتخذ عن طريق اللجنة التنفيذية للمنظمة، مشيرا إلى ضرورة إطلاع الأشقاء العرب على كافة التطورات، في ضوء ما تلقيناه من ضمانات. وأعلن عريقات في هذا الصدد أن لجنة المبادرة العربية قررت التمسك ببيانها الصادر في مارس الماضي بشأن استئناف المفاوضات. وأشار إلى السقف الزمني ومدته ستة أشهر، قائلا إنه سيجري تقييم الموقف من فترة لأخرى حسب تقدم العملية. ورفض عريقات الكشف عن تفاصيل بشأن الضمانات الأمريكية، وقال إنه يفضل أن يعلن ذلك الجانب الأمريكي. كما أشار إلى أنه سيتم الإفصاح عن ذلك قريبا. وشدد عريقات على ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية، وقال إن استمرارها يعني فشل المفاوضات قبل أن تبدأ. من جهته، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنه لم يتم إعطاء مهلة إضافية للمفاوضات، مشيرا إلى التمسك ببيان مارس الماضي في هذا الصدد. كما قال إنه تم التجاوب لدعم جهود الوسيط الأمريكي، في ضوء ما وصفها بمؤشرات إيجابية. وقال إن ذلك لم يعط للجانب الصهيوني الذي قال إنه يريد فرض السلام بالطريقة التي يريدها. وأشار إلى أن الفشل وارد، وقال إن الإدارة الأمريكية الحالية تظهر الجدية للتوصل لنتائج بهذا الملف. كما شدد رئيس الوزراء القطري على أن الجانب الأمريكي بحاجة إلى سماع كلمة عربية موحدة. بدوره، نفى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وجود دعوة روسية لعقد اجتماع جديد بشأن سلام الشرق الأوسط. كما أعلن أن لجنة المبادرة العربية ستكون في حالة انعقاد دائم في ضوء الموافقة على الفترة الزمنية للمفاوضات غير المباشرة. كما شدد على أنه لن يتم الانتقال للمفاوضات المباشرة إلا بعد العودة للتشاور بشأن الوضع في الأراضي المحتلة. وبحسب مصادر إعلامية، فإن نقاشا حادا دار داخل مقر اجتماع لجنة المبادرة العربية، ونقلت عن مصادر مشاركة في الاجتماع وصف ممثل سوريا السفير يوسف الأحمد الاجتماع بأنه يستهدف منح غطاء عربي لقرار اتخذ سلفا بالدخول في مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة. كما طالب وزير الخارجية اللبناني علي الشامي بتشكيل لجنة من وزراء الخارجية العرب والأمانة العامة للجامعة للتوجه إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن والأطراف الدولية ذات التأثير للتأكيد على الثوابت العربية، ورفض الدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة إلا بعد وقف الأنشطة الاستيطانية الصهيونية. يشار إلى أن اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية غير العادي عقد على مستوى وزراء الخارجية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم وبمشاركة وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية ولبنان وسلطنة عمان وتونس والإمارات والجزائر، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية. كما شارك في الاجتماع ممثلون عن سوريا والمغرب والسودان والبحرين واليمن. ومثل فلسطين في هذا الاجتماع صائب عريقات الذي عرض الموقف السياسي من الاقتراحات الأمريكية وقرارات الحكومة الصهيونية الاستيطانية.