أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن نتائج القمة العربية في ليبيا، التي اختتمت أعمالها، أول أمس، جاءت دون مستوى تطلعات الشعب الفلسطيني وآمال الجماهير العربية، مشيرة إلى أن قرارات القمة لم تقدّم الأجوبة المطلوبة على التحديات التي تواجهها الأمة، وفي مقدمتها غطرسة الاحتلال الصهيوني المستمر في احتلال الأراضي العربية، وتهويده للقدس وتهديده بهدم المسجد الأقصى. واعتبرت الحركة في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي أن تمسّك القمة بالمفاوضات كخيار إستراتيجي، دون البحث في الخيارات البديلة وفي مقدمتها المقاومة؛ سيزيد من غطرسة الاحتلال الصهيوني، فالحديث عن ربط استئناف المفاوضات غير المباشرة بوقف الاستيطان جرى تجريبه، عندما رد الصهاينة على لجنة المتابعة العربية بالمزيد من المشاريع الاستيطانية في قلب القدس. وأضافت: لقد تطلع الشعب الفلسطيني، ومعهم أبناء الأمة إلى إعادة النظر في خيارات العرب السياسية، بالتوحد حول استراتيجية جديدة تعتمد على وحدة الصف العربي في دعم المقاومة التي أثبتت قدرتها على دحر الاحتلال دون قيد أو شرط في جنوب لبنان وغزة. وأبدت حركة حماس استغرابها من أن يكتفي العرب بالدعوة لرفع الحصار عن غزة في الوقت الذي لا يتخذون فيه أية خطة جادة وعملية في هذا الاتجاه، فالشعب الفلسطيني كان ينتظر من القادة العرب قراراً برفع الحصار الظالم عن غزة فوراً، فمعبر رفح هو منفذ مصري فلسطيني، والحديث عن تحميل الاحتلال مسؤولية الحصار لا يعفي العرب من دورهم في فتح المعبر، والسماح لمليون ونصف فلسطيني من التواصل مع محيطهم العربي. واعتبرت الحركة في بيانها قرار القمة العربية بدعم صمود الأهل في القدس، خطوة غير كافية لحماية القدس من الاستيطان والتهويد..، فالعرب بيدهم أوراق متعددة لدفع الاحتلال إلى وقف إجراءاته التهويدية ومشاريعه الاستيطانية في القدس، وليس أقلها من تفعيل المقاطعة وإغلاق السفارات الصهيونية، والمكاتب التجارية في بعض العواصم العربية. بدوره، انتقد النائب الفلسطيني جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار تغييب نتائج القمة العربية قرار الشروع في إعادة اعمار غزة رغم أنه اتخذ مسبقاً ورصد له ميزانية 2 مليار دولار. وقال الخضري نتائج القمة لم تضع آليات الشروع في الاعمار رغم إمكانية الشروع بذلك الآن ولو بشكل تدريجي وخاصة أن عملية الإعمار تحتاج إلى عدة سنوات. وأكد أن الأمر لا يحتاج إلى قرار لأنه اتخذ مسبقا في القمة السابقة العام الماضي وإنما يحتاج إلى تنفيذ على أرض الواقع، مبيناً أن هذا الأمر ضروري وحيوي لمئات الأسر المشردة في غزة وتنتظر بناء منازل له لإيوائها. وشدد الخضري، على أن عدم التطرق لموضوع الإعمار لم يكن متوقعاً من قبل سكان غزة وأصحاب البيوت المدمرة، وأنهم كانوا يأملون أن يكون على رأس الأولويات. وناشد الخضري، رئاسة القمة والأمانة العامة بوضع آليات مناسبة من أجل الشروع في تنفيذ القرار من أجل تعزيز صمود مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة. وأشار رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إلى عشرات المشاريع الذي يجب دعمها في غزة لتعزيز الصمود، ومنها دعم الصناعة للأسر المنتجة، ودعم القطاع الزراعي، وتشغيل العمال والخريجين، إضافة لمشروع التشغيل عن بعد، ومشاريع دعم الطلاب والبلديات.