أعلن الرئيس البوليفي كارلوس ميسا أول أمس عزمه تقديم استقالته للكونغرس، وذلك بعد أن شلت حركةَ البلاد مظاهرات واسعة تطالب بتأميم قطاع الغاز الطبيعي وإجراء انتخابات مبكرة. وقال ميسا في خطاب ألقاه عبر التلفزيون الحكومي يجب علي أن أقول إنني بلغت أقصى ما يمكنني الوصول إليه، مضيفا ولذلك قررت تقديم استقالتي من منصب رئيس الجمهورية. وتولى ميسا هذا المنصب منذ عشرين شهرا بعد أن خلف في 17 من أكتوبر 2003 غوسالو سانتشيس لوسادا، الذي اضطر إلى الفرار إثر حركة تمرد شعبي استغرقت شهرا وقوبلت بقمع شديد بسبب مسألة الغاز وأسفرت عن سقوط أكثر من ثمانين قتيلا. وتظاهر الاثنين الأخير، أكثر من ثمانين ألف شخص معظمهم من هنود الكيتشوا والأيمارا سكان البلاد الأصليين والمزارعين وعمال المناجم والنقابيين والمدرسين، في شوارع لاباز مطالبين باستقالة ميسا وتأميم قطاع الغاز الذي تسيطر عليه الشركات الأجنبية منذ .1997 ومع غروب الشمس طلب إيفو موراليس كبير زعماء المعارضة الذي بقي حتى الآن بعيدا عن التعبئة الشعبية، من الرئيس ميسا التخلي عن منصبه لحل الأزمة. وقبل ذلك نقل ميسا عصر الاثنين مع موظفيه من القصر الرئاسي لمدة ساعتين لأن المتظاهرين كادوا يقتحمون الحاجز الأمني المحيط بالقصر. وتملك بوليفيا ثاني مخزون من الغاز في أمريكا الجنوبية بعد فنزويلا، لكن معظمه اكتشف بفضل عمليات تنقيب أجرتها شركات أجنبية منذ نهاية التسعينيات. وقد أعلنت هذه الشركات -البرازيلية بيتروبراس والإسبانية ريبسول والفرنسية توتال- أنها ستطالب الدولة البوليفية بتعويضات كبيرة إذا أممت الغاز.