حذَّرت تركيا واشنطن من تضرر العلاقة معها في حال صوتت لصالح وصف ما قيل إنه جرى للأرمن على يد القوات التركية وقت الحرب العالمية الأولى، بأنه "إبادة جماعية". وأوضحت أنقرة أن مثل هذه الخطوة ستؤدي أيضًا للإضرار بجهود إقرار السلام وتحقيق الاستقرار جنوب القوقاز. ويتضمن القرار غير الملزِم الذي سيجري التصويت عليه في الرابع من الشهر الجاري دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضمان أن تشير سياسة واشنطن رسميًّا إلى "المذبحة" باعتبارها "إبادة جماعية" وأن يستخدم هذا التعبير عندما يوجه رسالته السنوية بهذا الخصوص الشهر المقبل، وهو ما تجنب أوباما القيام به العام الماضي. وتنظر إدارة أوباما إلى تركيا باعتبارها حليفًا رئيسيًّا تحتاجه في التعامل مع العديد من المواقف والأزمات في مناطق تتصدرها أفغانستان وإيران. وكانت المسألة الأرمينية قد ألقت بظلال سلبية على العلاقات بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي في الماضي، حيث شهد عام 2007 استدعاء أنقرة سفيرها من واشنطن للتشاور بعد أن صوتت لجنة أمريكيَّة على مشروع قانون مماثل. وتقبل تركيا القول بأن الأرمن قتلوا في عهد الدولة العثمانية، لكنها ترفض تقدير عدد القتلى بمليون ونصف مليون قتيل واعتبار ما حدث إبادة جماعية. ووقّعت تركيا وأرمينيا في أكتوبر الماضي عدة اتفاقات لتطبيع العلاقات بعد نحو مائة عام من العداء، لكن الشكوك تواصلت بين الجانبين في ظلّ تبادل اتهامات بمحاولة إعادة كتابة نصوص الاتفاقات وكذلك بالتباطؤ في التصديق على هذه الاتفاقات من جانب برلمانيي البلدين.