قال الضابط ريتشارد فيرلي، كبير مفتشي فرقة مكافحة الإرهاب البريطانية في شرطة اسكوتلنديارد: إن 3 آيات قرآنية قلبت حياتي رأسًا على عقب وفتحت قلبي للهداية والنور، وإن اعتناقي الإسلام كان فاصلاً في حياتي. وتحدث الضابط البريطاني الكبير عن اعتناقه الدين الإسلامي منذ نحو 17 عامًا قائلاً: إنني أشعر أحيانًا بالإحباط لأن البعض يربط الإسلام بالإرهاب.. وقد دخلت الإسلام بعد قراءة وتَمَعّن، فأنا خريج الجيولوجيا من جامعة إكستر البريطانية.. وأشعر أحيانًا بالإحباط بسبب شبهة ارتباط الإسلام بالإرهاب"، بحسب صحيفة الشرق الأوسط. وأثنَى الضابط على برنامج "المناصحة والتأهيل" للإسلاميين التائبين في السعودية، وقال: هو نظام جيد وقوي للغاية لمواجهة الخطر الأصولي، ولكنني لست متأكدًا مما إذا كان ذلك النظام من الممكن أن يفلح هنا في بريطانيا نظرًا للدور القوي الذي من الممكن أن تمارسه الأسرة على أفرادها الذين أصبحوا راديكاليين". وأضاف: "المشكلة هنا أن كثيرًا من الأشخاص الذين أصبحوا أصوليين متطرفين هم بعيدون عن عائلاتهم، ومن ثَمّ فلا أدري إذا كان هذا النظام من الممكن أن يفلح هنا، رغم أنني أحب أن أجرب تطبيقه في بلادنا". ويعيش الضابط البريطاني المسلم داخل أسرة نصرانية متفاهمة فيما بينها، فزوجته مدرسة، وهي سيدة نصرانية. لديهما ولدان يبلغان 19 و21 عامًا من العمر. يقول راشد، كما يحبّ أن يُدْعَى: إنهما كانا صغيرين عندما قرر اعتناق الإسلام، وهما اليوم يدرسان الفيزياء والهندسة الميكانيكية في جامعتي أكسفورد وساري، مؤكدًا أن عائلته لا تعترض على تحوله إلى الإسلام، باستثناء والدته النصرانية الملتزمة التي عارضت ذلك بشدة في البداية، بعد أن أبلغتها زوجته تدريجيًا. يعيش الشرطي البريطاني روحانية مفعمة بالإيمان تتضح ملامحها بجلاء على شكله الغربي، ويؤكد أن اسكوتلنديارد في عهد مفوض شرطة العاصمة السابق جون ستيفنز، باتت تعتني بضباطها المسلمين وتتفهم شعائر الإسلام. ويقول: إنه منذ عام 2000 أقامت لهم غرفًا للصلاة والعبادة في قلب اسكوتلنديارد. يتكلم ريتشارد بصوت خفيض وتتهدج عباراته وهو يتحدث عن اللحظة التي وجد فيها نفسه أمام الكعبة المشرفة الشهر الماضي بعد منتصف الليل، عندما ذهب لأول مرة في حياته لأداء العمرة بعد 17 عامًا من اعتناقه الدين الحنيف، يقول: "لا أعرف ما حدث لي وأنا الضابط المتمرس المدرب جيدًا". وجدت نفسي أبكي بشدة والدموع تنهمر من عيني، لا أعرف حتى الآن سر هذا البَهاء الذي أحاط بالمكان وأوقف لحظات الزمان أمامي.. انتهيت من الطواف الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل في إحدى ليالي شهر يناير الماضي، وتحللت وقصصت شعري وأحسست بأنني قريب للغاية من رضاء الله عز وجل. لم يأت قرار تحوله من النصرانية إلى الإسلام، متسرعًا. استغرق اتخاذ القرار عامين كان يحاول ريتشارد خلالهما أن يتحسس قلبه وعقله. وتردّد على المركز الإسلامي في منطقة ريجنت بارك بوسط لندن، لمدة عامين.. قبل أن ينطق بالشهادة أمام عدد من مشايخ المسجد المركزي ويوسف إسلام الداعية المسلم مطرب البوب السابق.