حذر مشاركون في ندوة حول الأمن بإفريقيا من استمرار تدخل القوات الأجنبية في عدد من الدول طمعا في الثروات الطبيعية، لأن ذلك يضرب في العمق جهود التنمية في إفريقيا وفي العالم. وضرب بروفيسور جامعي متخصص من إحدى الدول الإفريقية المثل بما وقع في العراق الذي غزته الولاياتالمتحدة لأجل استغلال ثرواته النفطية، مشيرا أن الوحدة الإفريقية والالتحام حول القيم الثقافية والسعي نحو الديمقراطية والانتقال من دور الضحية إلى دور الفاعل الإيجابي هو السبيل لتحصين إفريقيا من كل المخاطر الأمنية. وذكر في هذا اللقاء الذي نظمه المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والفدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية على مدى يومين أن إفريقيا عاشت فترات متعددة بدء من تجارة العبيد والقرصنة ودخول المستعمر مع الثورة الصناعية، والتي أصبحت معها القارة محل اهتمام الدول الأوروبية، لكن شعوبها لم تحظ بالاهتمام ذاته، فأصبح حلم بعض أفرادها هو الوصول إلى الضفة الأخرى عبر الهجرة السرية. وأشار أن العولمة أسهمت في تجمعات اقتصادية في أوروبا وأمريكا مقابل تشتيت مجموعات أخرى في إفريقيا. ونبه المشاركون إلى خطورة عدم إعطاء مسألة حماية أمن المواطنين حقها المكفول بالدستور، وتداعياته حول انتشار الفوضى وسيطرة ميليشيات على عدد من الأحياء في المدن الكبرى، مشيرين أن عدم مهنية القوات الأمنية يفقدها المصداقية. وفي الوقت الذي تملص محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية من التصريح لالتجديد في أكثر من مناسبة بدعوى انشغالاته التنظيمية، قالت دومينيك بانكورا، مديرة المرصد السياسي والاستراتيجي لإفريقيا الموجود مقره بفرنسا، إن الحالة الأمنية مختلفة حسب البلدان الإفريقية، مشددة على دور دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية في نبذ الانقلابات العسكرية وحل الصراعات المسلحة الداخلية، مشيرة أن المجتمع المدني المحلي له دور كبير في التحسيس بأهمية الأمن في تطور الشعوب. وكانت الندوة التي عرفت حضور أزيد من 150 خبيرا وأخصائيا مدنيا وعسكريا منهم الجنرال الأمريكي رافاييل فرانسيس بيرل - رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قد ناقشت عدة محاور منها التهديدات والهشاشة الأمنية بإفريقيا والإرهاب الدولي وتأثيره على إفريقيا والوقاية من النزاعات وتدبيرها بإفريقيا وحكامة القطاع الأمني بإفريقيا.