يتصدر المغاربة لائحة المتضررين من الأزمة الاقتصادية في اسبانيا، والذين يعيشون وضعية بطالة ويستفيدون من إعانات بسببها، وبلغ عدد الذين يستفيدون من هذه الإعانة قرابة 94 ألف مغربي يشكلون بذلك 21 في المائة من نسبة الأجانب المستفيدين من إعانات البطالة في إسبانيا، يليهم المهاجرون من الإكوادور ب52 ألف، وذلك حسب إحصاءات وزارة العمل والهجرة المتعلقة بشهر دجنبر المنصرم. وبلغ عدد العاطلين عن العمل المسجلين في إسبانيا إلى 9ر3 مليون شخص في شهر دجنبر الماضي بارتفاع 54 ألفا و657 مواطنا عن شهر نونبر. وأوضحت الأرقام الرسمية التي أعلنت عنها وزارة العمل الإسبانية أن عدد العاطلين بلغ ثلاثة ملايين و923 ألفا و603 مواطنين بارتفاع بنسبة 4ر25 في المائة مقارنة بنفس الشهر عام .2008 أما عدد الأجانب العاطلين عن العمل فقد ارتفع في دجنبر بواقع 15ألفا و211 شخصا، غير أنه سجل ارتفاعا سنويا بواقع 155 ألفا و557 شخصا بزيادة 85ر37 في المائة. وأوضح المحلل الاقتصادي الإسباني إنريكيو كويمادا لوكالة رويترز أن إسبانيا بحاجة إلى تغيير نموذجها الاقتصادي بعيدا عن الاعتماد على صناعة البناء. وكانت هذه الصناعة من أكثر الصناعات تأثرا، إذ فقد 124 ألفا و228 شخصا وظائفهم من العاملين فيها خلال عام .2009 وأظهرت البيانات الحكومية أن قطاع البناء كان من أشد القطاعات تأثرا في ديسمبر كانون الأول، فقد زاد فيه معدل البطالة إلى 5ر7 في المائة مقارنة مع نفس الشهر عام .2008 وأضاف؛ ستغض أوروبا الطرف عن هذه الأزمة لأن فرنسا وألمانيا يفعلان ذلك وهما محركا الاقتصاد الأوروبي. ولكن إسبانيا تعاني من مشكلة هيكلية، إذ ركزت على صناعة البناء على نحو مفرط، ويدور جزء كبير من الاقتصاد الإسباني - 26 في المائة - حول هذه الصناعة. والأمر لا يتعلق بالاشخاص العاملين في بناء المنازل فحسب؛ وإنما أيضا من يعملون في صناعة الأبواب وتركيبات الصرف الصحي وصناعة البلاط والأثاث. وكل ذلك يمثل قسطا كبيرا من الاقتصاد الإسباني. علينا تغيير نموذجنا للمنافسة. وبالطبع لا يمكن للمرء تغيير كل ذلك في عام واحد. وكان تقرير إسباني حديث حول الهجرة وسوق الشغل، تقرير 2009 قد كشف أن المغاربة أكثر المهاجرين عرضة للبطالة بإسبانيا. وعزا التقرير ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المهاجرين المغاربة بالأزمة التي يعرفها قطاع البناء، على اعتبار أن أغلب المغاربة يتركزون في هذا القطاع، مضيفا أن المهاجرين الذين كانوا يشتغلون في قطاع البناء وفقدوا وظائفهم في بداية سنة ,2008 لم يعثروا على شغل آخر سواء في هذا القطاع أو في غيره. وأظهرت البيانات أن البطالة بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما قد انخفضت بنسبة 78ر3 في المئة في شهر دجنبر مقارنة مع شهر نونبر، غير أنه بالمقارنة مع العام الماضي ارتفع عدد العاطلين بواقع 446 ألفا و769 شخصا أي بنسبة 16 بالمائة. ووفقا للأرقام الصادرة عن الوزارة فإن عددا ممن حصلوا على وظائف في 2009 بلغ 14 مليونا و21 ألفا و837 شخصا بانخفاض بنسبة 5ر15 بالمائة عن عام ,2008 غير أنه في شهر دجنبر 2009 تم تعيين مليون و137 ألفا و565 شخصا بارتفاع بنسبة 19.988 بالمائة مقارنة مع نفس الشهر عام .2008