قال رئيس جامعة ناصر الأممية بليبيا، إبراهيم أبو زيد، إن الحكم الذاتي الموسع يعتبر حلا واقعيا ومنطقيا لحل النزاع حول الصحراء، مبرزا أن منطقة شمال إفريقيا ليست في حاجة إلى دولة جديدة، كما أن المنطقة العربية ليست بدورها في حاجة إلى هذه الدولة. وقال أبو زيد، في برنامج في العمق على قناة الجزيرة الاثنين الماضي، إن الأزمة في الصحراء مفتعلة، افتعلها الاستعمار والقوى الغربية في تنافسها على المنطقة، مؤكدا أن الحل هو إعمال حسن النية بين أطراف النزاع للوصول إلى حل نهائي للمشكل. من جهته؛ أشار الحسين ولد مدو، باحث موريتاني، إلى أن البوليساريو ظلت تتشبث بحل وحيد هو تقرير المصير، وقال إن السبب في فشل المقترحات الأممية السابقة هو بسبب الخلاف حول التفاصيل، مشيرا إلى قبول المغرب والبوليساريو باستفتاء تأكيدي حول الصحراء، لكن الخلاف كان حول تحديد الهوية بالنسبة للناخبين الصحراويين. وتطرق الجانبان في النقاش إلى طرح المبعوث الأممي السابق، بيتر فان فالسوم، الذي أكد أن استقلال الصحراء خيار غير واقعي، ورجح الحسين ولد مدو أن يوفق المبعوث الجديد كريستوفر روس بسبب علاقته بالمنطقة وتكوينه الشخصي، وأضاف أن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم هو إلى جانب مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، وقال ولد مدو إن أمريكا لها علاقة استراتيجية بالمغرب وهي تقف إلى جانبه في الصحراء. وقال ولد مدو إن استمرار النزاع حول الصحراء له آثاره السلبي على المنطقة، أبرزه تعطيل الاندماج في المغرب العربي، فيما ذهب أبو زيد إلى أن تغير موازين القوى على المستوى الدولي لن يحسم النزاع إلا بعد استقرار الصراع في موازين القوى، لذلك فالحل هو بيد طرفي النزاع المغرب والبوليساريو. واعتبر علي الظفيري، الصحفي بقناة الجزيرة، أن الصحراء هي تركة استعمارية لم يحسم أمرها منذ 30 عاما، وأكد أن استمرار هذا النزاع يعبر عن إرادة القوى الاستعمارية السابقة في المنقطة، هذا الاستعمار الذي خرج من الباب وعاد إليها من نافذة اشتداد التنافس الإقليمي، للهيمنة على خريطة التقسيم الكولونيالي بين الأنظمة في المنطقة.