السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أنا فتاة أبلغ 35 من عمري يتقدم لي أشخاص غير متكافئين معي على المستوى الوظيفي والمادي فأنا إطار إداري ومن ضمن مميزاتي في شريك الحياة بعد التدين والخلق مسألة المستوى المعيشي الذي سيوفره لي الشريك لأنني أعتبر تحمل المسؤولية من صفات الرجولة ولا أرضى بمن هو أقل مني دخلا كما أني تعودت على مستوى معيشي يصعب معه العيش أو الانتقال إلى أقل منه وأخاف أن اظلم نفسي وزوجي في المستقبل. وهذه قناعتي فهل أنا مخطئة. إن من يتقدم لي أغلبهم عن طريق العمل وأرفض بشدة الخروج معهم وفي نفس الوقت لا أريد تقدمه إلى الأهل دون معرفتهم، كمالا يوجد شخص أو محرم أثق فيه وأدخله طرفا في الموضوع. سؤال آخر هو كيف أعرف تدينهم خاصة وأنه في فترة التعرف يحاولون الظهور بمظهر حسن، ويبدون الإيجابيات فقط والسلام عليكم. ابحثي عن أهم الشروط وليس كل الشروط وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أشكر السائلة على هذا السؤال المفصل، ويبدو أن هذا المشكل تعيشه فئة واسعة من الفتيات اللواتي قضين فترة طويلة في التعلم ثم انتقلنا إلى ممارسة وظائف مرموقة تفرغن لها أيضا سنوات من عمرهن، وبالتالي تأخرن في الزواج. فظهرت مشاكل عديدة ناتجة عن هذا التأخر؛ قد أذكر أهمها: 1 أن الفتاة حينما تكون صغيرة السن تستطيع أن تكبر مع زوجها في مسارها العلمي والمهني وغيره. 2 كلما كانت الفتاة صغيرة في السن تكون شروطها في شريك الحياة محدودة. 3 كلما كبرت كبرت معها شروطها ومخاوفها من الارتباط بالذي يتقدم لها. لذا أود أن أذكر السائلة الكريمة بأن الزواج هو فطرة عند الإنسان لا يغني عنه شيء ولا يستغني عنه الإنسان في جميع أحواله إذا كان إنسانا طبيعيا. وبسبب الزواج نعيش عريش الأمومة والأبوة التي لا تقدر بأي ثمن مادي. ففي رأيي عليك أن تبحثي في من تقدموا لك عمن تتوافر فيه أهم الشروط وليس كل الشروط؛ فأهم الشروط هي التدين والخلق الحسن، ويشهد لك في ذلك أقاربه وأصدقاؤه ومعارفه، اجمعي المعلومات عن ذلك من خلالهم. ثم توجهي إلى الله تعالى بالدعاء والاستخارة وامضي قدما في تنفيذ خطوات الاقتران. ولا تؤخري الأمر لأن الموضوع سيزداد صعوبة كلما تقدم بك العمر. وبالتالي كلما تعودت على الحياة الفردية وعلى اتخاذ القرار بمفردك وعلى تسيير الحياة بمفردك ولا تجعلي الشرط المادي شرطا أساسيا، فالسعادة التي نعيشها في الزواج وفي الأمومة ليس لها ثمن. فإياك أن تحرمي نفسك منها. بسبب اعتبارات هامشية أو جزئية. فما دام دخلك جيد فسيغطي بإذن الله الحاجيات الضرورية إضافة إلى دخل هذا الزوج الذي اخترته ولو كان أقل منك فإن البركة تحصل في بيوتنا وفي حياتنا بقدر ما نكون قريبين من الله وما نسعى لتطبيق شرع الله. ومن شرع الله إكمال نصف الدين بالزواج الصحيح. أتمنى لك كل التوفيق