المشاهد أو المتصفح لمعظم الصحف والمجلات بالمغرب يلاحظ تناقضا بالخطاب الإعلامي بخصوص المرأة، ففي الوقت الذي تدعو فيه الحكومة ووسائل الإعلام إلى النهوض بحقوق المرأة، و يسوقون لضرورة مناهضة العنف الممارس ضدها، يمارس هذا الإعلام عنفا آخر ضد المرأة من خلال تقديمها سلعة وتشييئها من خلال الوصلات الإشهارية، وصور الأغلفة التي تقدمها أداة لإثارة المتعة الجنسية، أويحصرها في الأدوار التقليدية. وبهذا الخصوص يؤكد المحامي عبد المالك زعزاع أن جل الأعمال الإعلامية تعمل على تشيئ المرأة، وتختزلها في صورة تقليدية نمطية تؤثر عليها سلبا، إذ تقوم بتقديمها في صورة المرأة المستبدة، سليطة اللسان، أو الضعيفة أو ذلك الكائن الضعيف المهان، بالرغم من انخراط المرأة في التنمية، وما يزيد الطين بلة هو عدم تفعيل الفصول القانونية التي تعتبر استغلال جسد المرأة جريمة، يشدد زعزاع. وأشار زعزاع إلى أن هذه الصورة السلبية تلاحق المرأة في بعض جرائم الشرف، فأصابع الاتهام تتجه مباشرة إلى المرأة من قبل المجتمع ولو كانت مظلومة، وقبل أن يقول القضاء كلمته. من جهة أخرى، ذكر المتحدث نفسه وجود قصور في الفصول القانونية المجرمة لتلك الصور أو المشاهد المشينة، إلا من بعض البنود المتناثرة في مقتضيات القانون الجنائي، وقانون الصحافة، والتي على قلتها تبقى دون تفعيل، مشيرا إلى أن للنيابة العامة الحق في متابعة كل من سولت له نفسه إظهار المرأة في وضعية مشينة، أو خدش حياء المجتمع عبر صور فاضحة تظهر المرأة في صورة مخلة بالحياء، وللقاضي سلطة تقديرية لتكييف تلك الجرائم، إلا أن الجهات المعنية مقصرة في ذلك.