هل تراقب وزارة التربية الوطنية ما يُدرس لأطفالنا في المدارس الحرة!؟ العجائب والغرائب التي نكتشفها في كل مرة تقول:لا، ليست هناك أي مراقبة". آخر هذه العجائب ما حكاه أب جاءني وشرر الغضب يتطاير من عينيه: فقد فتح كتاب القراءة باللغة الفرنسية الذي يدرس فيه ابنه؛ وهو بالمناسبة بعد طفل في قسم التمهيدي ليجد فيه من آداب الأكل وطقوسه ما يلي: في وجبة منتصف النهار نشرب بعض النبيذ. الكتاب بالمناسبة صادر في فرنسا من منشورات ناتان، وكثيرة هي الكتب التي تستوردها المدارس الخاصة من فرنسا، وكأن الكتب التي يؤلفها مدرسون وخبراء بيداغوجيون مغاربة غير صالحة ولا كافية لتعليم اللغة الفرنسية في إطار وسياق مغربي يحترم خصوصيات البلد وقيمه الإسلامية والثقافية. مثل هذه الجملة التي تجعل من الخمر مكونا طبيعيا من مكونات مائدة الطعام؛ موجودة أصلا في كتاب يدرس للتلاميذ الفرنسيين، وهي بالتالي منسجمة مع قيم وتقاليد فرنسا، التي تعتبر الخمور من بين الطقوس الملازمة لوجبات الأكل في موائدها. قد تكون مفهومة، ولكن أن يُدرس هذا الكلام لأطفال مغاربة فإن الأمر يدل على أن هناك سيبة حقيقية تسمح لأي كان أن يُدخل إلى المغرب ما شاء من الكتب ويُدرسه لأطفالنا في مدارس مرخص لها من قبل وزارة التربية الوطنية، مما يجعلنا نتساءل عن ما مفهوم التربية في هذه التسمية وما مفهوم الوطنية. حسب علمنا فالمغرب قد استقل عن فرنسا منذ ما يزيد عن نصف قرن، تعلمنا خلالها اللغة العربية من خلال كتب أحمد بوكماخ وغيره من الوطنيين، واللغة الفرنسية من خلال كتب أحمد الصفريوي وغيره من الوطنيين كذلك. فلماذا هذا النكوص والتراجع عن المناهج الوطنية في التدريس. ولماذا هذا التسيب وترك الحبل على الغارب في زمن المفروض فيه أن تكون الرقابة أكبر؛ خصوصا في مجالات التربية والتعليم والتثقيف؟ الحث على التطبيع مع جعل النبيذ من عناصر مائدة الطعام كما في فرنسا هو فقط غيض من فيض؛ مما أصبح يدرس لأطفالنا في زمن التسيب والتبعية المطلقة، أما لو كانت هناك رقابة حقيقية على ما يتعلمه أبناؤنا في المدارس لتم لنا اكتشاف ما يجعلنا أن نعود بسرعة إلى كتب أحمد بوكماخ وBIEN LIRE ET COMPRENDRE لنتعلم القراءة والكتابة والأدب.