احتضنت قاعة المؤتمرات بمدينة مكناس يومي 21 و22 ماي الجاري المناظرة الأولى حول العمل الجماعي تحت شعار من أجل وعي أفضل بمسؤولية المنتخب الجماعي، وذلك بتنسيق بين جمعية منتخبي العدالة والتنمية وهيأة محامي الحزب نفسه، وقد عرفت هذه المناظرة مشاركة ما يقارب 120 من محامي الحزب و180 مستشاراً جماعياً من مختلف مناطق المغرب، كما عرفت الجلسة الافتتاحية حضور الأمين العام للحزب وكذا إطارين من المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، فضلاً عن شخصيات حزبية وإعلامية... وبعد الاستماع إلى كلمة ترحيب من رئيس الجماعة الحضرية لمكناس، أبو بكر بلكورة، ألقى الأمين العام، سعد الدين العثماني، كلمة شدد فيها على أهمية المناظرة التي تهدف إلى التكوين والتأهيل، وتوفير فرص تبادل الرأي والخبرات والاستشارات القانونية والتنظيمية والتدبيرية لتطوير أداء مستشاري الحزب في العمل الجماعي، والنهوض بالتنمية المحلية، إذ "إن الحزب يقول المتحدث نفسه يؤمن إيماناً جازماً بأن التنمية الشاملة أساسها التنمية المحلية"، مشيداً بعمل مستشاري حزبه كل في موقعه، وبوقوفهم ضد كل الإغراءات والتهديدات التي يتعرضون لها. واعتبر العثماني الخطاب الملكي الأخير حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمثابة "إيذان بإفلاس الحكومة في قيامها بواجبها وفشل لسياستها في تحقيق التنمية الاجتماعية وانسياقها وراء التوازنات الاقتصادية على حساب التوازنات الاجتماعية"، مؤكداً على مصداقية حزب العدالة والتنمية، الذي يرتبط برنامجه بالتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، "إذ إن وثائقه يضيف العثماني تثبت ألا تنمية شاملة دون تنمية اقتصادية ولا تنمية اقتصادية دون مقاومة الفساد الإداري والمالي، وتخليق الحياة العامة وتخليق الإدارة والقضاء وغيرها من المرافق العامة والمجالات الحيوية". وأضاف ألا تنمية اقتصادية دون تنمية اجتماعية، هذه الأخيرة اعتبر الأمين العام أنه لا يمكن تحقيقها إلا بمقاومة التفاوتات الاجتماعية بين المناطق والفئات والأفراد، والتي بدونها لا يمكن ضمان نجاح المقاولة والاستثمارات والقضاء على الفقر والبطالة وكل المعضلات والآفات الاجتماعية. وخلص العثماني إلى حث مستشاري حزبه ومناضليه على الانخراط لإنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها جلالة الملك في خطابه الأخير. وفي كلمة لمنسق هيأة محامي حزب العدالة والتنمية، نور الدين أبو بكر، قال إن دور الهيأة هو تقديم الاستشارات والحماية القانونية لمستشاري الحزب، والدفاع عنهم ومؤازرتهم ضد كل أشكال التهديد والضغط التي تطالهم، ومساعدتهم أيضاً على تحقيق الشفافية والنزاهة في تدبير العمل الجماعي. وأكد رئيس جمعية منتخبي العدالة والتنمية، الحبيب الشوباني، في تدخله التزام الجمعية بالإسهام المتواصل للرفع من العمل الجماعي، وتأهيل المنتخبين ليكونوا في مستوى مهمتهم النبيلة، معلناً أنه ستتبع هذه المناظرة مناظرات أخرى بتنسيق مع شبيبة حزبه، وأخرى مع العلماء ومبادرات سيعلن عن ترتيباتها في ما بعد. وتطرق الشوباني بدوره إلى الخطاب الملكي الأخير حول التنمية البشرية قائلاً إنه يصب في صلب اهتمامات حزب العدالة والتنمية، وأنه "سيزيد مستشاريه إصراراً على مقاومة الفساد والانخراط في حل إشكاليات البطالة والفقر والتهميش التي تسيء إلى سمعة المغرب". وتميزت الجلسة الصباحية لأول أمس السبت بعرض حول التنظيم والميثاق الجماعيين قدمه كل من حسن بنحيى ومحمد بنيس، اللذان أشادا بعقد المناظرة على اعتبار أن التكوين أحد العناصر الأساسية لعمل المنتخبين، كما تحدثا عن مالية الجماعة وكيفية تدبير مواردها البشرية والمالية. سعيد مندريس/عبد العزيز لبيب/محمد مصباحي