أعلن الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أنه تمكَّن من توثيق 4524 حالة اعتقال منذ بدء العام الجاري 2009م؛ بمعدل 16 حالة اعتقال يوميًّا، منها 412 حالة خلال تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وأوضح فروانة -في تقرير له صدر الجمعة (30-10)، أن الضفة الغربية بما فيها القدس شهدت اعتقال 3456 مواطنًا، بينما كان نصيب قطاع غزة من هذه الاعتقالات 1068 مواطنًا، غالبيتهم كانت خلال الحرب الأخيرة على القطاع. وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني لم يميِّزْ في اعتقالاته بين المواطنين والمواطنات، فشملت الاعتقالات نساءً وأطفالاً وشيوخًا ومرضى، مبينًا أن الغالبية العظمى من تلك الاعتقالات كانت في الضفة الغربية، وتصاعدت أواخر أكتوبر2009 في القدس. ولفت فروانة إلى أن حدَّة الاعتقالات تراجعت في قطاع غزة بعد الحرب؛ حيث لم يُسجَّل سوى 68 حالة اعتقال منذ انتهاء الحرب ولغاية اليوم، فيما نُفِّذت الاعتقالات بأشكالها التقليدية المتعددة، كاقتحام البيوت، أو الاختطاف من الشارع ومكان العمل، أو من على الحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة في الضفة الغربية. حالات الاعتقال ونوَّه فروانة بأن التقرير الحالي يدور عن إجمالي عدد حالات الاعتقال، وليس عن أعداد المواطنين الذين تعرَّضوا للاعتقال، وعلى الجميع أخذ ذلك بعين الاعتبار؛ حيث إن هناك الكثير من المواطنين تعرَّضوا للاعتقال أكثر من مرة، وسُجِّلوا في كل مرة برقم جديد. وأضاف: "أعداد المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال أقل من ذلك بكثير، ولهذا ورغم استمرار حالات الاعتقال فإن أعداد المعتقلين الذين يتحرَّرون من السجون أكثر بكثير من المواطنين الذين يبقون في السجون فتراتٍ طويلةً، وهذا ما يبرر انخفاض عدد المعتقلين القابعين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى قرابة 8200 أسير، بينهم 33 أسيرة". التعذيب وأكد فروانة أن جميع من اعتُقلوا تعرَّضوا لأحد أشكال التعذيب النفسي والإيذاء المعنوي أو الجسدي أو الإهانة أمام الجمهور وأفراد العائلة، وأن الغالبية تعرَّضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب، في حين أن غالبية من اعتُقلوا خلال الفترة المذكورة قد أُطلق سراحهم بعد أيام أو بضعة أسابيع وشهور. وأعرب فروانة عن قلقه من استمرار حالات الاعتقال وارتفاع معدلها، وما يصاحبها من ممارسات تعسفية وانتهاكات جسيمة، وأحيانًا اعتداءات جسدية، مناشدًا المؤسسات الحقوقية والإنسانية متابعةَ تلك الانتهاكات وتوثيقها والعمل بكل جدية لوضع حدٍّ لها.