احتج عدد من موظفي وموظفات المستشفى الإقليمي الدراق، وهيآت نقابية محلية وإقليمية وجهوية وأخرى حزبية، بالإضافة إلى مواطنين على ما وصفوه بالتصرفات اللامسؤولة لإدارة المستشفى المذكور، وردد المحتجون في وقفة نظموها بساحة المستشفى الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 شعارات منددة بمسؤول المؤسسة وسلوكاته، كما رفعت شعارات تطالب بفتح تحقيق في ملابسات وفاة الطفلة رفيقة مؤذن التي تصدرت صورتها مقدمة الوقفة بحضور والدها وأقاربها وبعض التلاميذ. ولخص محمد بن داود الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ك.د.ش) الداعية إلى تنظيم هذه الوقفة، أسباب هذا التحرك في تدهور أوضاع الشغيلة الصحية، وما وصفه بالاعتداءات المتكررة على العاملين بالقطاع. ومن جهتهم، أجمع المحتجون على أن المؤسسة التي تم ترميم بعض أجزائها وبناء أجنحة وأقسام جديدة ليصبح مستشفى إقليميا، تفتقر في كثير من الأحيان إلى أمور اعتبروها بسيطة لكنها قد تودي بحياة المرضى، كغياب مادة التخذير أحيانا، والنقص في الأكسجين، وانعدام أنابيب لربط أكياس الدم بأوردة المرضى، مما يضطر عائلات المرضى إلى اقتنائها من الصيدليات لتفادي ما قد تؤول إليه الأوضاع. وأضاف المحتجون أن بعض الأطباء بالمستشفى يغيبون أو يمتنعون عن الحضور، لاسيما خلال فترة الحراسة الليلية، كما يعمد بعض الأطباء إلى ما وصفوه باختطاف المرضى إلى مصحات خصوصية، وذلك بإقناع المرضى بوضعية المستشفى، وعدم توفر الوسائل، وهي بالطبع عمليات مدفوعة الأجر يستفيد منها هؤلاء الأطباء. إضافة إلى ما وصفته مصادر نقابية بالكيل بمكيالين في التعامل مع الموظفين، وكذا ما أسموه بالاعتداءات على الموظفين، إذ سبق للمكاتب النقابية المحلية والجهوية أن قامت بمراسلة الجهات المسؤولة بما يقع لبعض الموظفين بالقطاع من تعسف واعتداءات جسدية وتهديدات متكررة، وكذا التضييق على الحريات النقابية، حسب المنددين. فعكس ما كان عليه الوضع من قبل مع بعض المسؤولين، إذ كانت المشاكل غالبا ما تحل داخليا، صرح أحد المنظمين للوقفة الاحتجاجية أن الإدارة الحالية تعمل على تأجيج الصراعات بين الفاعلين النقابيين، وتعتمد أسلوب الترهيب والتهديد على العاملين بالقطاع إن استجابوا للنداءات النقابية، كما لوحظ أكثر من مرة نزع الملصقات ووثائق النقابات من السبورة النقابية، يضيف المتحدث نفسه، وهو ما وقع قبيل هذه الوقفة الأخيرة حيث تم تهديد الممرضين والممرضات ومنعهن من الحضور بدعوى أن لجنة تفتيشية ستحضر إلى المستشفى، كما لوحظ نزع بعض النداءات، يضيف المتحدث نفسه. وفي السياق ذاته، تطالب النقابة الوطنية لقطاع الصحة العمومية بإيقاف ما اعتبره إهانات واستفزازات يتعرض لها العاملون بالقطاع. وتحسين ظروف ووسائل العمل من أجل تقديم خدمات جيدة للمرضى، وتطهير الإدراة من لوبيات الفساد حسب وصفها وإجلائها عن المكان وتعويضهم بآخرين أكفاء في مستوى تطلعات المواطنين. وكذا إدخال الإصلاحات على الإدارة. ووضع حد للمضايقات على الفعل النضالي النقابي واحترام وثائقه، خاصة السبورة النقابية، والتي كانت موضوع عدة مراسلات.