أطلق مركز حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشروع دليل مهني وأخلاقي للتعاطي مع قضايا الإرهاب. ويرنو هذا الدليل، الذي قدمه رئيس المركز جمال الدين الناجي في ختام ندوة حول الدولة والإعلام والارهاب، السبت 10 أكتوبر 2009 بالدار البيضاء، وتمت مناقشته من قبل بعض الإعلاميين لحسن العسبي، ومصطفى الخلفي إلى مساعدة الإعلاميين على توخي المهنية واحترام أخلاقيات المهنة في مقارباتهم لقضايا الإرهاب؛ من خلال تقديم عدد من القواعد والضوابط المتفق عليها عالميا، والمستمدة من نتائج دراسات أنجزت على المستويين الحقوقي والإعلامي. وناقش عدد من الإعلاميين والحقوقيين خلال الندوة مواضيع تهم التغطية الإعلامية للإرهاب بالمغرب، والسياسات العمومية لمحاربة الإرهاب، وكيفية تغطيتها من قبل الإعلام، ومشكل توظيف الصورة وأخلاقيات تقديم المتهمين، إذ طرح الباحث أحمد البوز إشكالية الارتهان إلى الرواية الرسمية والموقف السلبي في التعاطي الإعلامي المستقيل مع هذه المواضيع. من جهة أخرى، تطرق البوز إلى ضرورة التشكيك ومساءلة الرواية الرسمية لخدمة الحقيقة، وهو نفس الطرح الذي سار عليه الإعلامي مصطفى الخلفي الذي اعتبر أن الصحفي وسيط، يجب أولا أن ينحاز خلال تناوله لأي موضوع إلى رغبة المجتمع في معرفة الحقيقة، مع احترام أخلاقيات المهنة، فهو ليس مفتيا، ولا قاضيا، ولا سوسيولوجيا أو محققا بوليسيا يؤكد الخلفي. وانتقد الخلفي التعاطي غير السليم لبعض وسائل الإعلام مع هذه القضايا؛ في الوقت الذي استطاعت المنظمات والجمعيات الحقوقية الاحتكام إلى المحاكمة العادلة. وطرح الدليل العديد من الأسئلة: كيفية التعامل مع المحاضر، والدقة والتمييز بين الرأي والخبر، وكذا مكانة الصورة التي تعتبر جزءا مهما في توضيح الخبر، وتأثيرها الإيجابي أو السلبي الرهين بطريقة توظيفها.