ابتدأت صبيحة اليوم السبت 24 أبريل بفندق المنزه أشغال اليوم الدراسي حول موضوع : "واقع وآفاق الإعلام الجهوي بالمغرب"، الذي تنظمه هيئة إدارة الحوار الوطني. اليوم الدراسي الذي وضعت عليه رهانات عديدة لإيصال الأفكار وتوضيح المفاهيم الأساسية للعمل الإعلامي، من خلال إبراز التجارب المحلية والدولية، ومن أجل توحيد الرؤى حول الإعلام الممنهج والهادف في إطار يحترم أخلاقيات وأصول المهنة. افتتح هذا اليوم بجلسة حوار كانت بمثابة وصلة تعارف أو تمهيد للأوراش التي سهرت عليها التنسيقية العامة للحوار الوطني، والتي قدم بالنيابة عنها الأستاذ عبد الصادق بنعيسى زرقة في الموضوع تناول نقاطا جوهرية، من حيث الإمكانات المتاحة للصحافة الجهوية والمشاكل التي تعاني منها(القروض، الإفتقار للمطابع)، وقد شدد في ختام كلمته على ضرورة وضع دفتر للتحملات قبل حصول الراغبين في تأسيس مؤسسة إعلامية، وكدا تكوين مجلس خاص يناقش أخلاقيات المهنة بمتابعته الحية للعمل الصحفي أولا بأول، الأمر الذي أشار إليه الأستاذ جمال الدين ناجي مطلع افتتاح اليوم الدراسي، حيث فضل طرح العديد من الأسئلة التي اعتبرها بمثابة الأساس القويم للعمل الصحفي، من قبيل الهوية، ونوعية المؤسسة، كما طالب بتوطيد العلاقة مع المجتمع والقارئ بشكل خاص. فيما دعى الأستاذ خالد مشبال في كلمته إلى ضرورة التصالح بين الإعلام والسلطة كخطوة أولى من أجل الوصول إلى مصادر الخبر، كما أشار إلى الحرمان الذي تعاني منه جهة الشمال فيما يخص مداخيل الإشهار، من خلال انتهاج سياسة المركزية. لتعطى بعد ذلك الكلمة إلى كل من السيد برناردو المسؤول الإعلامي بجامعة ملقا، والسيدة إلينا ممثلة جريدة من منطقة الأندلس، برناردو الذي أوضح في مطلع كلمته السياق التاريخي للتطور الديمقراطي الذي عرفته البلاد والمراحل التي أدت إلى سيادة الدمقرطة الصحفية الجهوية والوطنية، حيث أسفرت فيما بعد عن تدشين العديد من الكليات المتخصصة في تدريس الصحافة، والتي لاقت إقبالا كبيرا من لدنت الشباب، وقد أشار برناردو في حديثه إلى تواجد 120صحيفة جهوية يتراوح عدد صفحاتها بين 60 و 100 صفحة. وأبرزت السيدة إلينا في كلمتها المميزات التي تحظى بها الصحافة بمنطقة الأندلس ، في ظل غياب الشعور الوطني الإقليمي المتمثل في الإنتماء إلى منطقة الأندلس، كما عرضت مجموعة من الإحصائيات والبيانات التي أوضحت فيها التطور الذي شهدته الصحافة الأندلسية، مشيرة إلى وجود الصحافة المجانية التي تضحى بشعبية كبيرة ومتابعة دائمة من طرف القارئ الإسباني. اليوم الدراسي الذي يشكل الخروج الأول للهيئة الوطنية للحوار حول الإعلام والمجتمع إلى الساحة الميدانية بعد مناقشته في البرلمان جعل من مدينة طنجة محطته الأولى، من المقرر أن يستكمل المشوار في جهات المملكة، من أجل إرساء مفاهيم الصحافة الحقة المبنية على المصداقية والجدية والمهنية.