أكد عز الدين توفيق عضو المكتب التنفيدي لحركة التوحيد والإصلاح على أهمية فقه الأولويات الذي كان يسمى قديما ب فقه مراتب الأعمال، وذلك في عرض له بعنوان: الدعوة إلى الله وفقه الأولويات، قدمه بمدينة وجدة لأعضاء الحركة والمتعاطفين، وأوضح المحاضر خلال هذه الزيارة التواصلية لمدينة وجدة يومي 3 و4 أكتوبر الجاري، والتي تدخل في إطار الزيارات التواصلية التي ينظمها المكتب التنفيذي المركزي لحركة التوحيد والإصلاح للجهات والمناطق، أن عمر الإنسان قصير جدا بالمقارنة مع الأعمال والأعباء والمهام، كما أن الإمكانات المادية والبشرية للحركة الإسلامية لا تكفي لسد حاجيات المجتمع من تربية ودعوة وتكوين وإصلاح، ولذلك كانت الحاجة ماسة إلى فقه الأولويات، الذي قال إن الدكتور يوسف القرضاوي خصه بكثير من كتاباته، بعدما صنف أنواع الفقه إلى خمسة وهي: فقه الحلال والحرام، وفقه الواقع، وفقه الأولويات، وفقه الموازنات، وفقه المقاصد. وأشار المحاضر إلى أن الأعمال تتفاضل من حيث الوقت والأهمية والحاجة. وفقه الأولويات، يجنب المسلم الندم والتحسر بعد فوات الأوان. وبعد سرد مجموعة من النصوص القرآنية والحديثية للتأصيل لهذا الفقه، استعرض توفيق نماذج من السيرة النبوية التي كانت زاخرة بفقه مراتب الأعمال، مما جعل مدة 23 سنة من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعادل قرونا من حياة البشر. موضحا أن فقه الأولويات حسب رأيه هو الإجابة المتجددة عن سؤال الكيف، وهذا الفقه يضيف المحاضر لا يتعارض مع التيسير، إذ ليس العمل الأشق هو بالضرورة الأفضل، وأنه فقه العقلاء والنادرين الذين أدركوا شرف الوقت، والذين لا يريدون أن يكونوا عاديين، إنه يعني حسب المحاضر أن نقدم ما ينبغي تقديمه وأن نؤخر ما يجب تأخيره، وبذلك يتحول عمر الإنسان من عمر قصير، إلى عمر عريض مثقل بالمنجزات والأعمال الصالحة. ثم هو يساعد الفرد والجماعة على الترجيح بين أفضل الخيرين، وأهون الشرين، وبالتالي يتجنب الجميع كثيرا من الآفات ومن الإخفاقات في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وخلال المناقشة، تم التأكيد على ضرورة إشاعة هذا النوع من الفقه في صفوف الأعضاء وفي المجتمع عموما، كما ثمن المتدخلون تبني العمل بمخطط استراتيجي بعيد المدى يجعل من الدعوة والتربية والتكوين وظائفه الأساسية، دون إغفال مجالات العمل الأخرى من خلال تخصصات أو مؤسسات شريكة.