يعتزم المغرب عدم فرض قيود على السفر للحج إذا لم يتدهور الوضع في السعودية، لكنه قرر أن يكون تطعيم حجاجه الذين يتجاوز عددهم 30 ألفا ضد أنفلونزا الخنازير إجباريا. ولن تسمح لهم السلطات بالسفر للحج إلا إذا كانت جوازات سفرهم مختومة من المسؤولين الصحيين لإثبات تلقيهم اللقاح. وفي السياق ذاته فرضت العديد من الدول الإسلامية قيودا على سفر الحجاج إلى المملكة العربية السعودية بسبب المخاوف من تفشي للانفلونزا بشكل كبير، فقد ألغت تونس رحلات العمرة هذا العام، وفرضت قيودا صارمة على السفر لأداء فريضة الحج خاصة على الأطفال والمسنين. كما نصحت وزارة الشؤون الدينية التونسية الناس بإرجاء التوجه إلى الحج هذا العام، وتحدثت عن المخاوف من انتشار فيروس الانفلونزا. وقررت مصر، وهي أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، أن يقتصر المعتمرون والحجاج على من فوق 25 عاما ودون 65 عاما. وتعتزم مصر أيضا تطعيم الحجاج ضد الفيروس. وأعلن أول أمس في الرياض عن وفاة ثلاثة مواطنين سعوديين، رجلين وامرأة، نتيجة إصابتهم بفيروس أنفلونزا الخنازير، إلا أن موسم العمرة لم يعرف تسجيل أي حالة إصابة حسب إفادات سعودية رسمية.وتشير التقديرات الراهنة للمنظمة العالمية للصحة، حسب المذكرة الإعلامية الحادية الخاصة بأنفلونزا الخنازير الصادرة يوم 25 شتنبر ,2009 إلى أنّ قدرة إنتاج اللقاحات المضادة للجائحة في جميع أنحاء العالم تناهز ثلاثة ملايير جرعة في العام تقريباً. ومع أنّ هذا الرقم أقلّ ممّا كان متوقّعاً، تضيف المذكرة، فإنّ البيانات الأولية المستقاة من التجارب السريرية تشير إلى أنّ جرعة واحدة من اللقاح ستكون كافية لضمان المناعة اللازمة لدى البالغين والأطفال الأصحاء، ممّا سيمكّن من مضاعفة عدد الأشخاص الذين يمكن حمايتهم بالإمدادات الراهنة. ولن تكون تلك الإمدادات، حسب المصدر ذاته، كافية لتغطية مجموع سكان العالم البالغ عددهم 6,8 مليار نسمة، والذين سيصبح كل منهم تقريباً عرضة للعدوى بفيروس جديد وسريع الإعداء. والجدير بالذكر أنّ الطاقة العالمية لإنتاج لقاحات الأنفلونزا تتسم بمحدوديتها، كما أنّه يتعذّر رفعها بسهولة.