تفاجأ أغلب المصلين لصلاة التراويح في اليوم الأول بمسجد إبراهيم الخليل بحي شماعو بسلا من صوت إمامهم الطفولي، وتسابقوا لرؤية صاحب الصوت الشجي الجذاب الذي استطاع الإبقاء على أغلبهم في الصلاة إلى آخر ركعة في التراويح. لم يكن الإمام سوى الطفل الصغير ، عبد الرحيم الحمودي، الذي لا يتجاوز عمره 12 سنة و الحاصل السنة الماضية على الشهادة الابتدائية بمعهد الإمام نافع التابع لجمعية الإمام نافع للتعليم العتيق بسلا. و عبد الرحيم، كما قال عنه مدير مدرسته لالتجديد، طفل متفوق في دراسته، إلى درجة أنه لم تكن عنده صعوبة في أي شيء و استغرق حفظه للقرآن الكريم ثلاث سنوات فقط حيث بدأ الحفظ في عمر 7 سنوات وأكمله وهو إبن 10 سنوات. وعاينت التجديد كيف اختلطت مشاعر الاستغراب والفرح لدى المصلين الذين تعجبوا من قدرة الطفل الصغير على التلاوة العذبة والصوت الشجي ، وعبر كثيرون عن شعورهم بالسعادة أن تشنف أذانهم بصوت البراءة وهو يقرأ القرآن، وعبر أحد المصلين عن تأثره بقراءة الطفل عبد الرحيم ، مشيرا أن كل الآباء يتمنون أن يكون لهم ولد مثله ، في حين قال مصلي آخر للتجديد ، أنه بعد الانتهاء من صلاة العشاء في اليوم الأول من شهر رمضان هم مع العديد من المصلين بالانصراف مكتفين بها، لكنهم بعد سماعهم لقراءة الطفل، عادوا إلى إتمام الصلاة إلى النهاية، وبعد الإنتهاء من صلاة التراويح، يضيف المتحدث، هرع العديد من المصلين لرؤية عبد الرحيم والسلام عليه خاصة المصلين المتواجدين بالجنبات الخارجية للمسجد. ومن جهته عبر عبد الرحيم في تصريح ل التجديد أنه يشعر بسعادة كبيرة ، وهويصلي التراويح بالناس مؤكدا أن الفضل في إقباله على كتاب الله يعود لله ثم لوالديه الذين شجعاه على حفظ القرآن الكريم . و يرجو عبد الرحيم أن يكون مستقبلا من القراء الكبار من خريجي جمعية الإمام نافع للتعليم العتيق، مثل الشيخ عمر القزابري وفارس عباد وسعد الغامدي الذين تأثر بهم كثيرا حيث يحرص على تقليدهم. وحول رد فعل المصلين بمسجد إبراهيم الخليل قال عبد الرحيم الحمودي، ، أن المصلين تقبلوه بكل ارتياح وترحيب، ولم يسمع من أي منهم إلا الخير والتشجيع، هذا ويتوافد على مسجد إبراهيم الخليل خلال صلاة التراويح 6 آلاف مصلي تقريبا ، يملئون قاعاته الداخلية المخصصة للرجال والنساء ، وكذلك سطحه والشوارع المجاورة له. فيما أوضح مدير معهد الإمام نافع للتعليم العتيق التابع لجمعية الإمام نافع لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه بسلا،أن العديد من المصلين اتصلوا به مباشرة ليشكروه على وجود عبد الرحيم للصلاة بهم في المسجد، إلى درجة يضيف الأستاذ أنه في الأيام الأولى كانت لا تتوقف الاتصالات للسؤال عن عبد الرحيم. أما والد الطفل فقال في تصريح لالتجديد :الحمد لله أنا فرح جدا لهذا المستوى الذي وصل له ولدي ، وأنا حرصت على أن يحفظ إبني القرآن وذلك طلبا للأجر من عند الله ، وحتى يكون إبني صالحا ولله الحمد فقد أصبح حافظا لكتاب الله ، وهذا فضل من الله . عبد الرحيم الحمودي الطفل الإمام يطمح ليكون من القراء الكبار، أمثال الشيخ القزابري الذي تأثر به، فقد فاز عبد الرحمان بالرتبة الأولى لجائزة محمد السادس لحفظ القرآن فئة البراعم، وسيكون من البراعم الذين سوف يقفون أمام الملك محمد السادس يوم 27 رمضان.