كشفت صحيفة لندنية عن قيام قوات النخبة البريطانية (ساس) منذ ستة أشهر بتدريب القوات الخاصة الليبية رغم أن نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ظل لسنوات عدة يمد الجيش الجمهوري الأيرلندي بمتفجرات السيمتكس والمدافع والصواريخ المضادة للطائرات التي استخدمت ضد القوات البريطانية في أيرلندا الشمالية. وعبرت مصادر في قوات النخبة البريطانية لديلي تلغراف عن اشمئزازها من برنامج التدريب المذكور الذي يرون أنه قد يكون مرتبطا بصفقة إطلاق سراح المتهم بتفجيرات لوكربي عبد الباسط المقرحي. ورجحت الصحيفة أن يؤدي كشف النقاب عن هذا البرنامج إلى إثارة مزيد من الشكوك حول ما أبرم بالفعل بين لندن وطرابلس وراء الكواليس في المفاوضات التي تم على أثرها إطلاق سراح المقرحي لأسباب إنسانية. كما توقعت أن يؤجج غضب أسر ضحايا حادثة لوكربي ويسيء أكثر لعلاقة بريطانية مع الولاياتالمتحدة الأميركية، التي عبر رئيسها باراك أوباما عن خيبة أمله من إطلاق المقرحي. وتقول مصادر دفاعية إن ترتيبات مثل هذا التدريب يفترض أن تكون قد حظيت بموافقة سياسية على أعلى المستويات. وقد عبر عدد من جنود قوات النخبة البريطانية عن غضبهم من إلزامهم بالمساهمة في مهمة تدريب قوات بلد ظل لسنوات يدعم الإرهابيين الذين كان هؤلاء الجنود يقاتلونهم. ورفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق على الموضوع، غير أن مصدرا كبيرا بتلك الوزارة اعترف بأن هذه المسألة تمثل إحراجا سياسيا هائلا. ونقلت الصحيفة عن الجندي السابق بساس روبين هورسفول الذي شارك في فك الحصار عن السفارة الإيرانية عام 1980 وقاتل في أيرلندا الشمالية قوله هناك قائمة طويلة من الجنود البريطانيين الذين قتلوا بسبب تمويل القذافي للإرهاب، والحقيقة أن ساس قد أصدرت إليها أوامر بالقيام بهمة تعرف أنها غير لائقة من الناحية الأخلاقية. ويتكون الفريق الذي يدرب الليبيين على تقنيات مكافحة الإرهاب بما فيها المراقبة السرية، من 14 رجلا. ومع ذلك لا يتوقع أن توصل بريطانيا إلى الليبيين الطيف الكامل للتقنيات المطلوب لمكافحة الإرهاب.