هجر العديد من المصلين المسجد الأعظم ببني ملال بسبب اهتراء مرافقه. وقال أحد المصلين الذين التقتهم التجديد إن سبب تغييره المسجد الأعظم بآخر في شارع 20 غشت بالرغم من بعده عن محل سكناه، راجع إلى ما أصبح يعرفه المسجد الأعظم من اهتراء لبنايته واتساخ مرافقه الصحية؛ إلى درجة أصبح لايطيقها المصلون بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المراحيض من جهة، ومن رائحة الأزبال المتراكمة على جنبات المسجد من جهة سويقة الغديرة الحمراء. ولم يخف المتحدث أيضا امتعاظه مما آلت إليه وضعية المسجد الأمنية، إذ سجلت به عدة سرقات لصوتيات المسجد بقيمة مالية تتعدى مليوني سنتيم، وأحذية وأمتعة المصلين، معبرا من جهة أخرى عن رغبته في الاستماع إلى قراءة جيدة للقرآن في مسجد الشرايبي حيث يوجد أحد خيرة المقرئين بالمدينة. واستغرب مصدر مطلع لالتجديد أن القيم على المسجد الأعظم قدم استقالته متعذرا بسوء حالته الصحية بعدما وجد نفسه محط مسؤولية كل الكوارث التي تحل بالمسجد، والتي لا يقوى على حلها، وأضاف المصدر أن كل المتعاونين بالمسجد (مؤذنان اثنان) هجرا هما أيضا المسجد الأعظم نظرا لفوضى التسيير التي يعرفها وارتجالية التدبير، مستغربا صرف 2 مليون سنتيم تقريبا على صباغة واجهة المسجد التي تشققت قبل أيام فقط بدل العمل على إصلاح حقيقي لمرافق المسجد وتحصين أبوابه لتأمينه من أيادي العابثين وتقوية سقفه لحمايته من تسربات مياه الأمطار شتاء، وتمتيع العاملين به بحقوقهم كباقي القيمين. وتجدر الإشارة إلى أن المسجد الأعظم بالمدينة القديمة ببني ملال يرجع تاريخه إلى عهد السلطان الأسود حسب بعض مؤرخي الجهة، مما يجعل منه معلمة تاريخية وذاكرة تستحق كل عناية وتقدير.