بعد فرز معظم الأصوات، وطبقا للنتائج التي أعلنتها اللجنة المستقلة للانتخابات في موريتانيا، فإن رئيس المجلس العسكري المستقيل والمرشح الرئاسي، محمد ولد عبد العزيز، يتصدر قائمة المرشحين بأكثر من 50 في المائة من أصوات الناخبين الموريتانيين، حسب النتائج غير النهائية لفرز الأصوات. واستنادا إلى النتائج، غير النهائية، التي أعلنتها اللجنة فإن تقدم ولد عبد العزيز جاء على حساب منافسيه، في الاستحقاق الرئاسي وأبرزهم زعيم المعارضة الديمقراطية أحمد ولد داداه، الذي حصل حتى الآن على حوالي نسبة 14 في المائة، أما رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير فإنه حقق ما نسبته 16 في المائة من أصوات الناخبين. وأعطت هذه النتائج الأولية للرئيس السابق أعل ولد محمد فال نسبة 4 في المائة ومختار ابراهيما صار بنسبة 7,5 في المائة، ومحمد جميل ولد منصور نسبة 4 في المائة. ومع ظهور النتائج غير النهائية، رفض أربعة مرشحين نتائج الانتخابات، واعتبروها مهزلة، مطالبين المجتمع الدولي بالتحقيق فيها. فقد رفض أربعة من مرشحي الرئاسة التسعة نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت أول أمس السبت في موريتانيا واعتبروها مهزلة ترمي إلى تطويل عمر الانقلاب، وفقاً لما ذكره موقع الأخبار الموريتاني. وقال المرشحون في بيان وقعوه فجر أمس الأحد إن إرادة الشعب الموريتاني تم التلاعب بها، وأنهم تأكدوا من الخروقات التي شملت التزوير المكشوف واستغلال وسائل الدولة، وشراء وتزوير بطاقات الناخبين. وطالب البيان الذي وقعه كل من أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير وأعل ولد محمد فال وحمادي ولد أميمو، اللجنة المستقلة للانتخابات ووزارة الداخلية الموريتانية والمجلس الدستوري بعدم التصديق على نتائج الانتخابات التي يتجه المرشح محمد ولد عبد العزيز إلى إعلان نفسه فائزاً فيها بعد فرز أكثر من 50 في المائة من الأصوات. كما طالب البيان المؤرخ بالتاسع عشر من شهر يوليوز الجاري المجموعة الدولية بتشكيل لجنة للتحقيق فيما قالوا إنه الخروقات التي شابت الانتخابات. ودعا المرشحون، في مؤتمر صحفي عقد فجر أمس بمقر حملة المرشح مسعود بالخير، الشعب الموريتاني بالتعبئة حتى إفشال ما أسموه الاستمرار في الانقلاب. النتائج الأولية وكانت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا بعد انتهاء التصويت قد أظهرت تقدم ولد عبد العزيز بفارق كبير على منافسيه. ومع ظهور النتائج الأولية للانتخابات، احتفل أنصار ولد عبد العزيز بما اعتبروه انتصاراً كبيراً لمرشحهم، فيما أصيب أنصار المعارضة بصدمة كبيرة جراء التقدم الكبير لولد عبد العزيز، وفقاً لوكالة الأخبار الموريتانية المستقلة. وقالت الوكالة إن أنصار ولد عبد العزيز أخذوا يحتفلون في الشوارع الرئيسية بالعاصمة نواكشوط، خصوصاً في الأحياء الراقية، بينما تجمع المئات من أنصار الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية في مقر حزب إيناد وتجمهروا أمام شاشة عرض كبيرة للنتائج حيث تظهر الفجوة الكبيرة بين المرشح ولد عبد العزيز وزعماء المعارضة الذين نافسوه بشكل قوي، خصوصا أحمد ولد داداه ومسعود ولد بالخير. ونقل مراسل الأخبار عن زعماء المعارضة قولهم إنه لم يصدروا لحد الساعة أي تعليق على ما تم فرزه من النتائج، بينما قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود للصحفيين المتجمهرين أمام مقر إيناد، الذي تدار منه الجبهة، إننا نتابع فرز النتائج وسيكون لنا موقف محدد من النتائج ريثما يكتمل فرزها، مستبعداً استباق اكتمال الفرز بأي موقف أو تعليق، مكتفياً بتأكيد رفض الجبهة للتزوير. تشكيك في النتائج وقبل صدور البيان الرافض لنتائج الانتخابات، أبدى العديد من أنصار الجبهة أن النتائج التي تم بثها حتى الآن من مقاطعة تجكجة عاصمة ولاية تكانت تبعث على الريبة إضافة إلى العديد من المناطق الأخرى حيث لا يتصور بالنسبة إليهم أن تصوت تلك المناطق لمرشح عرض أبناء تلك المناطق للسجون والمعتقلات خلال الأشهر الماضية. وفيما واصلت وزارة الداخلية واللجنة المستقلة للانتخابات علمية فرز النتائج، لاحظ العديد من المراقبين بطء بث الإذاعة والتلفزيون للنتائج. وأشارت الوكالة إلى أن هذا أدى إلى طرح علامة استفهام حول الموقف الفعلي الآن للوزراء المنحدرين من أحزاب المعارضة الذين يديرون الداخلية والإعلام وموقفهما من النتائج الجاري إعلانها في ظل وجود شائعات تتحدث عن رفض وزير الداخلية للنتائج، وهو الذي أكد خلال الأيام الماضية عدم وجود ملاحظات أو مخالفات قد تؤثر على شفافية الاقتراع. وفي وقت سابق لظهور النتائج الأولية، نقلت وكالة صحراء ميديا الموريتانية للأنباء عن ولد محمد فال قوله: لدينا مخاوف من حدوث تزوير وسنتخذ الموقف المناسب لمواجهته. وقال ولد محمد فال إن لديه مخاوف حقيقية من حدوث عمليات تزوير كما أن لديه معلومات ومعطيات سيئة حول هذأ الموضوع، بحسب الوكالة. وأوضح ولد محمد فال غداة إدلائه بصوته إنه يتمنى أن يثبت العكس وأن تكون انتخابات شفافة ونزيهة على حد تعبيره. وحول موقفه في حال حصول تزوير أو مخالفات من هذا القبيل قال ولد محمد فال إن هذه النتائج ستكون فاقدة للمصداقية وأنهم سيتخذون الموقف المناسب ويحملون المسؤولية لمن قاموا بتلك المخالفات. يشار إلى أن الموريتانيين بدؤوا صباح السبت التصويت لانتخاب رئيسهم من بين تسعة مرشحين في اقتراع يهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد منذ السادس من غشت .2008 وبدأ التصويت في الساعة السابعة صباحاً من يوم السبت بتوقيت غرينيتش، وانتهى في السابعة مساء. وتنافس تسعة مرشحين على كسب تأييد 2,1 مليون ناخب مسجلين موزعين على 2500 مكتب اقتراع في مختلف أنحاء موريتانيا.