أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في موريتانيا مساء الأحد، فوز الجنرال محمد ولد عبد العزيز، رئيس المجلس العسكري "المستقيل"، برئاسة الجمهورية، بفارق كبير عن باقي المرشحين، في الوقت الذي أعلن فيه رفضهم نتائج الانتخابات، التي وصفوها ب"المهزلة"، مطالبين المجتمع الدولي بالتحقيق فيها. "" وقال وزير الداخلية محمد ولد أرزيزيم إن ولد عبد العزيز حصل على نسبة 58.52 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين، بحسب النتائج العامة المؤقتة للشوط الأول من الانتخابات الرئاسية، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها حوالي 58.64 في المائة، بواقع 817 ألف و260 ناخب. واستناداً إلى نتائج غير نهائية،أعلنتها لجنة الانتخابات في وقت سابق، فإن تقدم ولد عبد العزيز جاء على حساب منافسيه، في الاستحقاق الرئاسي وأبرزهم زعيم المعارضة الديمقراطية أحمد ولد داداه، ورئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير. ومع ظهور تلك النتائج رفض أربعة مرشحين، من بين تسعة خاضوا السباق الرئاسي، نتائج الانتخابات، واعتبروها "مهزلة ترمي إلى تطويل عمر الإنقلاب"، مطالبين المجتمع الدولي بالتحقيق فيها، وفقاً لما ذكره موقع الأخبار الموريتاني. وقال المرشحون في بيان وقعوه فجر الأحد، إن إرادة الشعب الموريتاني تم التلاعب بها، وإنهم تأكدوا من الخروقات "التي شملت التزوير المكشوف واستغلال وسائل الدولة، وشراء وتزوير بطاقات الناخبين." وطالب البيان الذي وقعه كل من أحمد ولد داداه، ومسعود ولد بلخير، وأعل ولد محمد فال، وحمادي ولد أميمو، اللجنة المستقلة للانتخابات ووزارة الداخلية الموريتانية والمجلس الدستوري، بعدم التصديق على نتائج الانتخابات. كما طالب البيان المؤرخ بتاريخ 19يوليو/ تموز الجاري، المجموعة الدولية بتشكيل لجنة للتحقيق فيما قالوا إنها "خروقات شابت الانتخابات"، كما دعوا، في مؤتمر صحفي عقد فجر الأحد بمقر حملة المرشح مسعود بالخير، الشعب الموريتاني بالتعبئة حتى إفشال ما أسموه "الاستمرار في الانقلاب." النتائج الأولية وكانت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا بعد انتهاء التصويت قد أظهرت تقدم ولد عبد العزيز بفارق كبير على منافسيه. ومع ظهور النتائج الأولية للانتخابات، احتفل أنصار ولد عبد العزيز بما اعتبروه انتصاراً كبيراً لمرشحهم، فيما أصيب أنصار المعارضة بصدمة كبيرة جراء التقدم الكبير لولد عبد العزيز، وفقاً لوكالة الأخبار الموريتانية المستقلة. وقالت الوكالة إن أنصار ولد عبد العزيز أخذوا يحتفلون في الشوارع الرئيسية بالعاصمة نواكشوط، خصوصاً في الأحياء الراقية، بينما تجمع المئات من أنصار الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية في مقر حزب إيناد وتجمهروا أمام شاشة عرض كبيرة للنتائج حيث تظهر الفجوة الكبيرة بين المرشح ولد عبد العزيز وزعماء المعارضة الذين نافسوه بشكل قوي، خصوصا أحمد ولد داداه ومسعود ولد بالخير. ونقل مراسل الأخبار عن زعماء المعارضة قولهم إنه لم يصدروا لحد الساعة أي تعليق على ما تم فرزه من النتائج بينما قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود للصحفيين المتجمهرين أمام مقر إيناد، الذي تدار منه الجبهة، "إننا نتابع فرز النتائج وسيكون لنا موقف محدد من النتائج ريثما يكتمل فرزها"، مستبعداً استباق اكتمال الفرز بأي موقف أو تعليق، مكتفياً بتأكيد رفض الجبهة للتزوير. تشكيك بالنتائج وقبل صدور البيان الرافض لنتائج الانتخابات أبدى العديد من أنصار الجبهة أن النتائج التي تم بثها حتى الآن من مقاطعة تجكجة عاصمة ولاية تكانت تبعث على الريبة إضافة إلى العديد من المناطق الأخرى حيث لا يتصور بالنسبة إليهم أن تصوت تلك المناطق لمرشح عرض أبناء تلك المناطق للسجون والمعتقلات خلال الأشهر الماضية. وفيما واصلت وزارة الداخلية واللجنة المستقلة للانتخابات علمية فرز النتائج، لاحظ العديد من المراقبين بطأ بث الإذاعة والتلفزيون للنتائج. وأشارت الوكالة إلى أن هذا أدى إلى طرح علامة استفهام حول الموقف الفعلي الآن للوزراء المنحدرين من أحزاب المعارضة الذين يديرون الداخلية والإعلام وموقفهما من النتائج الجاري إعلانها في ظل وجود شائعات تتحدث عن رفض وزير الداخلية للنتائج وهو الذي أكد خلال الأيام الماضية عدم وجود ملاحظات أو مخالفات قد تؤثر على شفافية الاقتراع. وفي وقت سابق لظهور النتائج الأولية، نقلت وكالة "صحراء ميديا" الموريتانية للأنباء عن ولد محمد فال قوله: "لدينا مخاوف من حدوث تزوير وسنتخذ الموقف المناسب لمواجهته." وقال ولد محمد فال إن لديه مخاوف حقيقية من حدوث عمليات تزوير كما أن لديه معلومات ومعطيات سيئة حول هذأ الموضوع، بحسب الوكالة. وأوضح ولد محمد فال غداة إدلائه بصوته إنه يتمنى أن يثبت العكس وأن تكون انتخابات شفافة ونزيهة على حد تعبيره. وحول موقفه في حال حصول تزوير أو مخالفات من هذا القبيل قال ولد محمد فال إن هذه النتائج ستكون فاقدة للمصداقية وأنهم سيتخذون الموقف المناسب ويحملون المسؤولية لمن قاموا بتلك المخالفات. يشار إلى أن الموريتانيين بدؤوا صباح السبت التصويت لانتخاب رئيسهم من بين تسعة مرشحين في اقتراع يهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد منذ السادس من أغسطس/آب 2008. وبدأ التصويت في الساعة السابعة صباحاً بتوقيت غرينيتش، وانتهى في السابعة مساء. وتنافس تسعة مرشحين على كسب تأييد 1.2 مليون ناخب مسجلين موزعين على 2500 مكتب اقتراع في مختلف أنحاء موريتانيا.