فككت مصالح الأمن بمراكش خلال بداية يوليوز الجاري شبكة دولية لتهريب المخدرات وفكت لغز شبكتين عبر التوصل إلى أسماء أعضائها، حسب ما أكدته مصادر جيدة الاطلاع لـالتجديد، مضيفة أن جميع هذه الشبكات يتزعمها مغاربة مقيمون بالخارج ويحمل بعضهم جنسيات أوربية، وسيتم التنسيق مع المكتب الوطني للشرطة الدولية لوضع حد لنشاط هذه الشبكات. وعلمت التجديد أن المحكمة الابتدائية ستنظر الأسبوع المقبل في قضية الشبكة المفككة حديثا، والتي يتزعمها (م.م) (من مواليد 1985) ويقطن بكل من المغرب وبريطانيا، وتضم أيضا شابة رومانية (م.م.ف.) (20 سنة)، والمغربي (س.ب) يحمل الجنسية البريطانية ويقيم بلندن، وكلهم معتقلون، فيما تضم الشبكة أيضا أجانب ومغاربة لم يتم تحديد هويتهم بعد. وكان اعتقال المدعو (س.ب) المفتاح لحل لغز شبكتين أولتين تنشطان في مجال تهريب المخدرات إحداها يتزعمها المدعو عزيز صاحب مقهى بلندن والثانية يتزعمها المدعو أ.ط يقيم أيضا بلندن، في الوقت الذي كان اعتقال الرومانية بمطار مراكش المنارة نهاية الشهر الماضي، وهي تحاول تهريب المخدرات في 12 بلغة مراكشية، كفيلا بالكشف عن خيوط الشبكة الثالثة. وقد تم اعتقال زعيم هاته الرومانية بمطار محمد الخامس وهو يحاول مغادرة التراب الوطني بتاريخ 3 يوليوز الجاري. وكشفت التحريات أن أحد المقيمين ببريطانيا الهارب من جريمة قتل بايطاليا ويدعى (ز.ه.) من اقترح على المتهم الرئيس حيلة البلغة، وأن كل عملية سيحصل إثرها على مبلغ 13 ألف درهم للكيلوغرام الواحد، فيما كانت المغربي (م.س) من العرائش هو من يقوم بإخفاء المخدرات في البلغة وهو الآن محط مذكرة بحث. واستعمل زعيم الشبكة الشابة الرومانية في ثلاث عمليات، فيما قام بالباقي بمفرده أو بمساعدة الأجانب الإنجليز والرومان ومغاربة مقيمين بالخارج يعيشون وضعية صعبة. وتمكن خلال خمس عمليات اعترف بها وتمت بنفس الطريقة (أسلوب البلغة) في ظرف وجيز من تهريب كمية مهمة من المخدرات عبر مطار مراكش المنارة، حصل على إثرها على مبالغ مالية هامة من مشغله ببريطانيا، إلى أن تم ضبط الرومانية في العملية السادسة وهي تحاول تهريب 6 كلغ من المخدرات في 12 زوج بلغة مراكشية؛ علما أنها كانت تتقاضى عن كل عملية مبلغ 50 ألف درهم. وعلى صعيد آخر، أكد تقرير عالمي لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن المغرب هو أول منتج للقنب الهندي على الصعيد العالمي بإنتاج سنوي يصل إلى أزيد من 43 ألف طن، وذلك بحصة 21 في المائة خلال الفترة ما بين 2005 و2007 من مجموع الإنتاج العالمي. وأظهرت إحصائيات رسمية أن ما يقارب من 804 آلاف مغربي يعيشون على زراعة المخدرات، هم أفراد 96 ألفا و600 أسرة بمناطق الريف، وتدر تجارة المخدرات سنويا 154 مليار درهم (13 مليار أورو)، وتذهب 3 مليارات ونصف المليار (325 مليون أورو) إلى جيوب المزارعين المغاربة، في حين يذهب الباقي إلى جيوب بارونات المخدرات، ويعتبر إقليم شفشاون أكبر خزان لهذه التجارة المحرمة. ومن جهة أخرى، تحدث تقرير أمريكي حول المخدرات أن ثمة 3 موانئ تقليدية لتصدير مخدر الكيف بالمغرب، وهي واد لاو وبن احمد ومارتيل، بالإضافة إلى الساحل المتوسطي.