ما جديد المهرجان لهذه السنة؟ جديد الدورة 11 هو أننا سنعمل على توجه جديد يتمثل في إعطاء نفس جديد في الميدان التوعوي والتحسيسي بسينما البيئة، لأننا نعرف أن هناك غيابا لهذا الجانب في المشهد السينمائي، وجميع التظاهرات كانت تركز على الفيلم القصير، بينما نحن الآن نشتغل على التيمات، الشيء الذي لا يوجد في المهرجانات الوطنية. و هذا سيعطينا إطلالة جديدة على جل المهتمين بالحقل السينمائي. وكما ارتأت الجمعية منذ تأسيسها، ستعرف الدورة تكريم وجوه سينمائية مغربية باعتبار أن ذلك أجمل هدية تقدم لفنانين تقديرا لأعمالهم المتميزة. و قد وقع الاختيار على الفنان محمد مفتاح باعتباره هرما سينمائيا له مكانة في السينما العربية. كما سيتم تكريم السينما السورية، نظرا لما تحتله من مكانة متميزة في الساحة السينمائية العربية. و قد وجهنا دعوة لدريد لحام و منى واصف و المخرج محمد ملص للحضور. ورحب لحام بالفكرة لكنه اعتذر عن طريق رسالة يتمنى فيها التوفيق للمهرجان، ومنى واصف في عمل، و ننتظر التأكيد عن طريق السفارة السورية. يأتي هذا بعد الدورة السابقة التي كرمت السينما الفلسطينية من خلال الفيلم التسجيلي و الوثائقي. هذه الدورة أقمنا كذلك جسرا للمنافسة الشريفة في محورين: أولا أعمال المخرجين المحترفين، ثانيا و بناء على توصيات الدورة السابقة جعلنا نافذة لإبداعات الشباب و الهواة مرتكزة على السينما و البيئة. ورشات الدورة خصصناها لتقنيات الروبرطاج المصور. و كذلك ورشة في معالجة الصورة ثلاثية الأبعاد. أما ضيفة الشرف على الدورة هي الصين، و التي خصصت لها فقرة لتنشيط مخيمات المدينة بأفلام خاصة للتنشيط، وتكون هذه العروض بدار الشباب بأزرو وقاعة المناظرات بإفران. ما نوعية الأفلام المشاركة؟ إدارة المهرجان توصلت بمشاركة 16 دولة عربية إضافة إلى المغرب. و قد توصلنا بجل الأفلام المشاركة سواء التسجيلية أوالوثائقية أو الروائية. باستثناء ليبيا والصومال وجيبوتي. أما بالنسبة لنوعية الأفلام فجلها ذات عمق فكري وبتوجه ثقافي سليم يرتكز على القيم، ونحن داخل هذا المهرجان نحرص على ألا نقوم بالرقابة، لأن كل الأفلام القصيرة مؤشرة وذات طابع ثقافي محض. فمثلا السينما الفلسطينية ذات حمولة ثقافية بمفهومها الشامل، الأفلام العراقية تحمل نفس معاناة الفلسطينيين، السينما الجزائرية لها أفلام تربوية... وهذا يتماشى مع رؤيتنا المتمثلة في ترسيخ ثقافة سينمائية مبنية على الحوار والانفتاح، وتحترم الهوية الثقافية. والجمهور ستكون له لقاءات ليلية مع المخرجين للحديث عن ذلك. ما القيمة المضافة لمهرجان الفيلم العربي القصير؟ قبل ذلك يجب الإشارة إلى أن التظاهرة كانت ملتقى سينمائيا، لكن ابتداء من السنة الفارطة تحولت إلى مهرجان. وقد جاء هذا التحول عن طرق مجهودات أطر شابة داخل جمعية المهرجان؛ سواء من مدينة أزرو أو إفران، وإلى انخراط السلطات المحلية لمدينة إفران التي انخرطت في إنجاح هذه التظاهرة. ومن ثم أصبح المهرجان يكتسي طابعا إقليميا، بمعنى أنه لا يقتصر على المدينة فقط، بالرغم من أن البنية التحتية غير متوفرة، وتفتقد إلى المحتضنين للمهرجان. أما بالنسبة للقيمة المضافة للمهرجان، فنحن كنا نشتغل فقط على الفيلم المغربي، لكن عندما أسسنا دعائم مهرجان العالم العربي ببروكسيل مع إخوان لنا هناك في إطار اتفاقية، قلنا لماذا لا نسير في نفس التوجه، لأن كل محاور المهرجانات الآن ارتكزت حول سينما الهجرة وسينما تطل على الدول الفرنكوفونية أو الدول الغربية، نحن رأينا أن هناك غياب داخل المغرب في اتجاه الدول العربية، فاخترنا هذا المسار لفتح جسر تواصلي مع إخواننا في الأقطار العربية، وبالتالي الاطلاع على الانتاجات السينمائية العربية التي كنا نجهلها. فوجدنا أن هذه السينما تستحق الاهتمام والتقدير. وقد ارتأينا أن نختار كل سنة دولة للتكريم وللانفتاح على خصوصياتها في مجال السمعي البصري لنقرب الجمهور المتعاطف مع مثل هذه الاهتمامات. رئيس مهرجان الفيلم العربي القصير ازرو-افران