أضحى الاعتداء الجنسي على الأطفال ظاهرة مقلقة في المغرب، ومما زاد من تفاقمها وخطورتها ارتباطها بالسياحة الجنسية، بعدما أصبح المغرب قبلة للشواذ في العالم. إذ بلغ عدد حالات الاعتداء الجنسي ما مجموعه 306 حالة اعتداء، من بينها 147 حالة اغتصاب بنسبة 48%، حسب التقرير السنوي لـجمعية ماتقيش ولدي خلال سنة .2008 المثير في التقرير أن حالات الاعتداء تلك تعرف تطورا ملحوظا، حيث ارتفعت خلال سنة 2008 بنسبة 536 في المائة مقارنة مع سنتي 2006 (20حالة)، و2007 (50 حالة)، وهو رقم سجل التقرير بأنه يتجاوز 6 مرات ما جاء به تقرير الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال إلى حدود منتصف سنة .2007 ويعترف التقرير الذي صدر أن هذه الظاهرة التي أصبحت في تصاعد متنام وخطير ترتبط في جزء كبير منها بالسياحة الجنسية، مما جعلها مرتبطة بشبكات ومنظمات إجرامية تستغل الأطفال لأغراضها الدنيئة، مما جعلها تتجاوز المغرب لترتبط بشبكات لها امتداد دولي، كما أظهرت ذلك عدة تحقيقات في ملفات عرضت على القضاء المغربي(مراكش). وحسب تقرير الجمعية المذكورة فإن ضعف العقوبات الصادرة في حق المعتدين والمتحرشين جنسيا، والتسهيلات المفضية إلى الإفراج عن المعتدين ذوي الجنسيات الأجنبية، وغض الطرف عن تلك التصرفات من الجهات المسؤولة لجلب العملة الصعبة زاد من تفاقم الاعتداءات الجنسية على الأطفال بالمغرب، ومن تنامي أحد عوامل هذه الظاهرة وهي السياحة الجنسية، بحيث أصبح المغرب وجهة مفضلة للشواذ الجنسيين في العالم. ومما يعضد من هذا الطرح، ما سبق أن كشفه تقرير لـ التحالف ضد الاستغلال الجنسي للأطفال في المغرب، الذي أكد أن من بين 600 مليون سائح في العالم، هناك 60 مليونا منهم يختارون قضاء عطلهم في بعض البلدان بهدف السياحة الجنسية. وذكر التقرير، أن نسبة الأطفال ضحايا السياحة الجنسية ارتفعت إلى مليون سنويًا، مبرزة أن حوالى 300 مليون طفل هم ضحايا هذا النوع من الاستغلال الذي يمارس من قبل جهات مختصة في تجارة البشر، خاصة أن هذا النشاط يدر عليهم 23 مليار دولار سنويًا. وتطرق التقرير الأخير للمدن المغربية التي تشهد إقبالا لهذا النوع من السياح، وهي مدينة مراكش ونواحيها، وأكادير ونواحيها، والصويرة وطنجة وتطوان والنواحي، وأورد التقرير حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال التي من بينها واحدة وقعت في سنة 2005 في مراكش، يتعلق الأمر بشقيقين فرنسيين لهما مطعم حانة اعتقلا لأنهما تركا وراءهما حوالى 50 ضحية، كما أورد القضية الشهيرة للصحافي البلجيكي الذي كان يقوم بزيارات منتظمة إلى المغرب منذ سنة 2003 بهدف استغلال الفتيات القاصرات، قبل أن تبدأ صور مشاهده الجنسية تروج من قبل أشخاص يتاجرون في الأقراص الجنسية، مما أدى إلى افتضاح أمره. وبالنظر إلى مخاطر هذا النوع من السياحة واستهدافها للأطفال، وجهت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها سنة 2008 توصية إلى المغرب، دعا فيها الحكومة المغربية إلى تكثيف الملاحقات القضائية ضد المتاجرين في البشر وشبكات الدعارة القسرية والتشغيل اللاإرادي، مع وضع ميكانيزمات لتحديد هوية الضحايا ووضع آلية تضمن عدم ترحيلهم إثر ارتكابهم لأفعال ناتجة عن استغلالهم أو الاتجار فيهم. وذلك بعد أن اعتبر التقرير أن المغرب مصدر للأطفال المتاجر فيهم داخليا بغرض استغلالهم في أعمال منزلية والاستغلال الجنسي التجاري، ومعبر، لمرور النساء والرجال الموجهين للاستغلال الجنسي التجاري والعبودية في دول أخرى. ووصل الأمر بالوضع إلى تأسيس جمعية إ س أو إس موروكو بالولايات المتحدةالأمريكية، كانت قد دعت إلى تنظيم مسيرة بيضاء في مراكش للتنديد بالسياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال المغاربة، وتهدف المسيرة إلى تحسيس الرأي العام الوطني بظاهرة السياحة الجنسية تحت شعار: لا للسياحة الجنسية للأطفال بالمغرب. وكان ذلك بسبب أن الجمعية صنفت المغرب ضمن الدول التي أصبحت وجهة مفضلة للسياحة الجنسية.