هناك مفارقة تدعو إلى وقفة تأمل حقيقية حول الرتبة التي يصنف فيها المغرب في العديد من المجالات، ففي الوقت الذي يحتل فيها مواقع متقدمة ضمن الدول المنتجة والمصدرة للحشيش حسب تقرير أممي، يحتل مواقع جد متأخرة في مؤشر الديمقراطية (الرتبة 120 حسب تقرير وحدة الإيكونومست البريطانية للاتسعلامات) والمرتبة 128 لمحيط الأعمال حسب تقرير البنك الدولي، والمرتبة الأخيرة ضمن الدول العربية في جودة النظام التربوي حسب تقرير البنك الدولي، ويحتل التلاميذ المغاربة في سنة 2008 مرتبة جد متدنية في الرياضيات والعلوم حسب التصنيف العالمي الذي تجريه جامعة بوستون الأمريكية كل سنة. حالة أقل من هذه تستدعي في الدول الديمقراطية حالة طوارئ في الحكومات وفي البرامج والمناهج ، لكن يبدو أننا في المغرب اعتدنا أن نتعايش مع هذه المفارقات.