أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو وفدها إلى القاهرة محمد نصر أن مصير الحوار الوطني الفلسطيني وجهود إنهاء الانقسام الحاصل على الأرض مرهونٌ بإيقاف أجهزة عباس - دايتون الأمنية ممارساتها ضد قادة حماس والمقاومة في الضفة الغربية، واعتبر ذلك أولوية مطلقة قبل كل موضوعات الحوار الأخرى. وكشف نصر في تصريحات صحفية يوم الخميس (11-6) عن أجواء من الاحترام المتبادل بين وفد حماس والمسؤولين المصريين، وأن القضية الأمنية حازت النصيب الأوفر من مباحثات الوفد مع الوزير عمر سليمان. وقال: لقد كان لقاؤنا الوزيرَ اللواء عمر سليمان صريحًا وواضحًا، وتسوده روح من التفاهم، خصوصًا من الجانب المصري لما عرضته حماس ، والقضية التي أخذت معظم وقت اللقاء هي المتصلة بممارسات أجهزة سلام فياض في الضفة الغربية، وهي قضية بحثناها باستفاضة؛ باعتبارها ممارسات غير وطنية من حيث كونها تستهدف ملاحقة المقاومة، وتفكيك مقومات صمود الشعب الفلسطيني، وتحويل الضفة إلى مجموعات من الأجهزة الأمنية تنسق أمنيًّا مع الاحتلال تحت إشراف الجنرال الأمريكي دايتون الذي يصول ويجول في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وهذا كله يجري بغطاء كامل من محمود عباس . وأكد نصر أن حل المسألة الأمنية تعد المدخل الأساسي لأية مصالحة مأمولة؛ حيث إنه لا يمكن الحديث عن مصالحة وإنهاءٍ للانقسام في ظل ما يجري في الضفة الغربية، لافتًا إلى أن رئيس المخابرات المصرية وعد ببذل الجهد لوقف هذه الحملة التي يمكن وصفها بأنها مجنونة. وأشار نصر إلى أن اللقاء تناول البحث في كل القضايا، قائلاً: لقد بحثنا في كل الموضوعات، لكنها جميعًا مرهونة بإنهاء الحالة الأمنية في الضفة الغربية؛ فهذه ليست مجرد حادث عابر، وإنما هي برنامج كامل بين أجهزة فياض و إسرائيل وأمريكا يستهدف المقاومة من الأصل، ولا يمكن الحديث عن أي تفاهمات في ظل استمرار هذا البرنامج على الأرض . ونفى نصر ما أشيع أن الوزير عمر سليمان أبلغ وفد حماس أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 650 أسيرًا مقابل الإفراج عن غلعاد شاليط، قائلاً: قضية الأسرى لم تبحث على الإطلاق؛ لأن الطرف الصهيوني جمَّد هذا الموضوع، ونحن في حماس أصحاب مصلحة في إتمام هذه الصفقة، لكن الصهاينة يريدون عقد صفقة لا تستجيب لمطالب المقاومة، سواء من حيث أعداد الأسرى الفلسطينيين أو نوعياتهم، وعمومًا نحن لم نبحث هذا الموضوع مع الوزير عمر سليمان إطلاقًا . وعن موقف حماس من موعد الحوار المزمع عقده في مطلع الشهر المقبل لتوقيع الاتفاق النهائي، قال نصر: المهم اليوم هو العمل لإنهاء ما يجري في الضفة الغربية من حملات أمنية مسعورة، والمواعيد كلها مرتبطة بوقف هذه الحملات وتوفير الأجواء الملائمة للحوار والمصالحة، وليست مقيَّدة بتواريخ .