بني المسجد الكبير أو الجامع الأعظم كما يسميه التازيون في أوائل القرن السادس الهجري في عهد الموحدين، لكنه لم يتم على الشكل الذي ما يزال عليه إلا في عهد المرينيين الذين أتموا شطره الثاني، فأضافوا إليه ست بلاطات وقبة مشرفة على المحراب تعتبر من أهم القباب تصميما وزخرفة، وأجملها رونقا وفتونا، وقد وقع تجميل المسجد بثريا فريدة، أمر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني بتعليقها سنة 694 هـ.وتعتبر هذه الثريا مفخرة من مفاخر المغرب، فقد ركبت أجزاؤها بأياد مغربية متأثرة بالفن الأندلسي، ويفوق وزنها 32 قنطارا وتحتوي على 514 سراجا أصبحت اليوم مصابيح كهربائية، ونقشت عليها بالخط الكوفي آيتان من سورة النور. ولم تخل الثريا من أبيات شعرية - على عادة المغاربة - تؤرخ لحالها ولروعة جمالها وحسن هندستها.وقد أنفق على هذه الثريا مع الزيادة في المسجد 8000 دينار ذهبي، وهي عالقة في وسط المسجد، تنير بضيائها فضاءات الكراسي العلمية والأساكيب والبلاطات في كل اتجاه.