ذكر تقرير سري للجنة الدولية للصليب الأحمر رفع إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، أن فرقا طبية قامت بأعمال لاإنسانية تشكل انتهاكا جسيما لمهنة الطب، وذلك أثناء إشرافها على عمليات استجواب في المعتقلات الأميركية السرية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن تقرير سري يعود تاريخه لعام 2007 وكشفته وسائل إعلام أميركية الثلاثاء أن مسؤولين طبيين وعاملين في مجال الصحة العامة أهملوا معتقلين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، وشاركوا في ضربهم وحرمانهم من الغذاء وتعريضهم لدرجات حرارة قصوى وللتعذيب بالإغراق. ونقل التقرير عن مسؤول طبي قوله لأحد المعتقلين أهتم بصحة جسمك فقط لأننا نحتاج إليك للحصول على معلومات. ويلقي التقرير السري الضوء على طريقة تعامل وكالة المخابرات المركزية الأميركية مع المعتقلين المحتجزين في سجون سرية خارج الأراضي الأميركية لمدة تصل إلى أربع سنوات أحيانا. ويشير إلى أنه بالإضافة إلى اعتماد الإغراق كوسيلة تعذيب، أجبر المعتقلون على الوقوف لعدة أيام في أوضاع مؤلمة مكبلي الأيدي إلى أعلى. وأفاد بأن أحد السجناء بقي مكبلاً على هذا النحو لشهرين أو ثلاثة أشهر. ونقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تسعة من 14 معتقلاً تعرضهم للتهديدات بمزيد من العنف ضدهم وضد عائلاتهم، كالصعق بالتيار الكهربائي أو حقنهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) والاغتصاب. واعتبر التقرير مواقف العاملين الطبيين خلال جلسات الاستجواب بأنه غير إنساني ويشكل خرقا لآداب مهنة الطب، مشيراً إلى أن هؤلاء تجندوا للتأكد من أن المعتقلين لم يموتوا أو يعانوا أضرارا لا يمكن تلافيها. ونقل موقع صحيفة واشنطن بوست عن مصدر في الصليب الأحمر تأكيده صحة المعلومات الواردة في التقرير، مبدياً استياء اللجنة من تسريبه إلى الإعلام، فيما رفضت المخابرات المركزية التعليق.