تنطلق يوم الأحد 15 بجامعة القاضي عياض بمراكش، فعاليات الدورة الحادية عشر للمنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي، الذي سينظم تحت شعار أي قيم لمشروع النهضة والتحرر، والذي اتخذ من يوسف بن تاشفين اسما له، سيمتد من 51 مارس الجاري حتى 22 منه. وقال رشيد العدوني، المشرف العام على المنتدى، إن اختيار اسم يوسف بن تاشفين، الذي يعتبر الخليفة السادس عند عدد من العلماء المعتبرين، إنما هو استحضار لرمزية هذا الرجل الذي يعد شخصية دينية وسياسية تكاملت فيها مختلف الأبعاد المؤسسة للحضارة المغربية، وأكد العدوني في تصريح لـالتجديد، أن المنتدى يهدف إلى إلى استعادة القيم الأصيلة التي تمثلها يوسف بن تاشفين ودافع عنها، مضيفا أن بن تاشفين كان حاملا لقيم النهضة والتحرر بما هي استقامة شاملة على الدين في مختلف المجالات، دون تقوقع على الذات بل انفتاح على العالم من موقع العزة والقوة. وعن سبب اختيار مراكش لاحتضان الدورة الحادية عشرة، قال العدوني إن ذلك يرجع أولا لكونها عاصمة بن تاشفين وبها مدفنه، وثانيا لكون هذه المدينة الأصيلة بتاريخها وحضارتها يراد اليوم أن يتم تحييدها، وإخفاء وجهها الأصيل، مشيرا في هذا الصدد إلى أن مراكش اليوم أصبحت وفقا للتقارير الإعلامية، مدينة السياحة الجنسية، والتطبيع السنمائي مع الكيان الصهيوني، بل يراد أن تكون مدينة بلا قلب ولا روح. وأكد المشرف العام على المنتدى أن اختيار مراكش لاحتضان هذه المحطة الثقافية إنما هو رسالة إلى الجميع مفادها ضرورة الحفاظ على مراكش بقيمها وأصالتها وهويتها التاريخية العميقة. وبخصوص القيمة المضافة للدورة 11 للمنتدى، قال العدوني إن ذلك يتجلى في القضايا التي سنطرحها للنقاش في جامعة القاضي عياض، والتي تدور حول قضيتي النهضة والتحرر، اللتين تشغلان كل الأمة الإسلامية من أجل استعادة مجدها الحضاري، وأبرز المتحدث أن المنتدى سيشهد مدارسة محاور عديدة، قيمية وحقوقية وسياسية ودعوية، من أبرزها محورا بعنوان سؤال القيم والتحولات المعاصرة، وآخر حول آفاق المشاركة السياسية للحركة الإسلامية، وثالث حول الوضع الحقوقي والسياسي في المغرب. إضافة إلى يوم خاص بالمقاومة من تأطير أطباء وسياسيين مغاربة زاروا غزة أيام القصف، وكذا يوما خاصا بالفن السابع، سيتمحور حول موضوع أي قيم لأي فن في مغربنا المعاصر من تأطير مخرجين سينمائيين ومسرحيين وجامعيين. وحسب برنامج المنتدى، فإن الدورة ستعرف حضور علماء وقادة الحركة الإسلامية ومفكرين وسياسيين، إضافة إلى قيادات طلابية من داخل المغرب وخارجه، خاصة من موريتانيا والعراق ومصر ولبنان والسنغال. ويعد المنتدى محطة ثقافية وتربوية وسياسية وفكرية تنظم كل سنة بإحدى الجامعات المغربية، وتعرف حضور وفود طلابية من جميع الجامعات المغربية.