دعاالمفكر المغربي بنسالم حمّيش المفكرين والمثقفين إلى إعادة النظر في جدلية الديني والسياسي في العالم العربي، وقال حمّيش خلال ندوة بالمعرض الدولي للكتاب حول الديني والسياسي في العالم العربي والإسلامي إنه بعد العدوان الصهيوني على غزة، فإن هناك ما قبل غزة وما بعدها، منبها إلى أن الدين اليوم هو محرك السياسات سواء في أوربا أو أمريكا أو إسرائيل. وقال حمّيش بعد العدوان على غزة تأكد أن الحوار الحضاري مجرد أسطورة لن يثق بها أحد، وقال لابد أن نراجع أمورنا. من جهته، قال عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن الدين هو سرّ قوة أمتنا الإسلامية، وأكد خلال الندوة ذاتها، أنهم يريدون تحييد الدين ليسهل عليهم استغلالنا وتفقيرنا، وقال بنكيران إن المتتبع لما صرح به جورج بوش، الرئيس الأمريكي السابق، من أنه سيخوض حربا صليبية، وللسلوك السياسي في الغرب، يتأكد له أن الدعوة إلى الفصل بين الدين والسياسة هو وهم لا حقيقة. ونبه حمّيش إلى خطورة بعض المثقفين الذين أسماهم بالحركيين الجدد، وهي فئة ظهرت في عهد الاستعمار الغربي للبلدان الاسلامية، أكد أن هؤلاء المثقفين هم خونة لأمتهم، يجلدون هويتهم وبلدانهم في وقت تشتد السهام الموجهة إليها، وأكد بالقول: لو كان هؤلاء يملكون ذرة صغيرة من الفكر النقدي لوعوا أنهم يُستعملون ضد أمتهم. وقال بنكيران إن الإسلام دين الأمة كلها، لا يمكن أن يحتكره أحد، وشدّد بقوله إن ما يميز الحركة الإسلامية هي أنها تدعو إلى تبني المرجعية الإسلامية في تقديم الأجوبة على التحديات التي تواجه الأمة، دون أن يعني ذلك عدم الانفتاح على معطيات الحضارة المعاصرة ومنتجاتها الإيجابية. وأكد بنكيران أن الأمة كلها مدعوة إلى الانطلاق من مرجعيتها للاجتهاد في رفع التحديات، مبرزا أن باب الاجتهاد مفتوح ولم يغلقه أحد.