أكد عبد الرحمن مازغ، رئيس جمعية البهجة المهتمة بالتربية على السلامة الطرقية، أن مدينة مراكش تحتل الصدارة وطنيا في عدد القتلى؛ نتيجة حوادث السير خارج المدار الحضري، والثالثة بالنسبة للعدد داخل المدار الحضري، فإن ذلك يدعو إلى تكثيف الجهود وتجميعها من أجل الحد من وتيرة الارتفاع، وإيقاف المنحى التصاعدي لحوادث السير، وأضاف أن المدينة ستعاني في الوقت القريب من معضلة السير والجولان، والاختناق الذي يصيب المدارات الرئيسية والشوارع الكبرى، والذي يزداد حدته نهاية كل أسبوع وخلال العطل والأعياد. واستغرب مازغ في حديث لـالتجديد الارتفاع المهول في جميع المؤشرات، فقد ناهز عدد وفيات سنة 2008 بسبب الطرق 4100 ضحية، مقابل ما يقارب 3700 في السنة التي قبلها، الأمر الذي يؤكد من جديد على ضرورة تعميق الدراسة في جدلية الزجر والعقاب من جهة، والتسامح والتوعية والتحسيس من جهة أخرى، فالعمل على الرفع من الغرامات، ونصب الشباك لاصطياد مستعملي الطريق وانتظار هفواتهم وغفواتهم، وتفاقم ظاهرة الرشوة، وإخفاء رادارات المراقبة ضدا على ما هو منصوص عليه في القانون، وتطبيق هذا القانون على البعض فقط، وتوفر آخرين في المقابل على جوازات مرور وبطاقات بيضاء (رمزية أو معنوية) للإفلات من أداء الغرامات لفائدة صندوق الدولة، وعدم إصلاح الطرق والحفر والآبار القابعة في كل شارع وزقاق.. وغير ذلك، كلها عقبات لن تزيد في عدد حوادث السير إلا ارتفاعا، وفي ضحاياها إلا ازديادا، وستنقلب الشوارع إلى ساحات معارك طرقية، لا مكان فيها للتسامح والتضامن، ولا مدخل فيها للأخلاق والمواطنة والحضارة.